لم يفصل الاتحاد الجزائري لكرة القدم لحد الساعة في برنامج وديتي المنتخب الوطني المقررتين شهر مارس المقبل، أمام منتخب إفريقي لم تتحدد هويته وأمام المنتخب الإيراني في بلد أوروبي وملعب لم يتم الفصل
فيه، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول جدية الفاف في معالجة ملف المنتخب الوطني، بعد أن انسحب رئيس الفاف من هذه المهمة منذ فشله في خيار التعاقد مع الناخب الوطني السابق، لوكاس ألكاراز، والانتقادات اللاذعة التي طالته، حيث انشغل زطشي منذ فسخه عقد مدرب غرناطة السابق بمعاركه الداخلية مهملا “الخضر” من الناحيتين التنظيمية والتسييرية.
وكانت الفاف اتفقت مع الاتحاد الإيراني لكرة القدم على إجراء مباراة ودية شهر مارس المقبل في بلد أوروبي، بعد أن رفضت فرضية السفرية الطويلة إلى طهران، وكانت النمسا البلد المقترح لإجراء هذه الودية، لكن آخر الأخبار تتحدث عن عدم حصول الفاف أو الاتحاد الإيراني على التراخيص اللازمة من السلطات الأمنية النمساوية من أجل تنظيم هذه المواجهة، الأمر الذي قد يتسبب في إلغاء هذه المباراة في حال عدم التوصل إلى بديل آخر، في حين لم تفصل هيئة زطشي أيضا في هوية المنتخب الإفريقي الذي سيواجهه في تاريخ الفيفا الأول خلال شهر مارس، في وقت كان تغنى فيه زطشي بالاتفاقيات التي أمضاها مع الاتحادات الإفريقية مؤخرا، واتصاله مع العديد من رؤسائها بغرض الاتفاق على إجراء وديات متبادلة، ومن شأن هذا التخبط والتأخر في حسم مصير وديتي شهر مارس أن يخلط حسابات الناخب الوطني رابح ماجر ويضرب مصداقية الفاف في الصميم.
من جهة أخرى، استغرب العديد من المتابعين إصرار الفاف على إجراء وديات “الخضر” وحتى المنتخب الوطني المحلي خارج الجزائر، فالمحليون كانوا سيواجهون منتخب الإمارات نهاية شهر ديسمبر الفارط في دبي قبل أن يتم إلغاء المواجهة في آخر لحظة، ثم واجهوا المنتخب الرواندي يوم 11 جانفي الفارط في تونس، في حين أن زملاء محرز سيلعبون وديتي شهر مارس بنسبة كبيرة جدا خارج الجزائر، بما فيها الودية المقررة مع المنتخب الإفريقي، ومعها ودية شهر جوان المقررة أمام المنتخب البرتغالي في لشبونة، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول إستراتيجية الفاف المتعلق بالهروب من الجماهير الجزائرية، رغم أن زطشي كان يروج بقوة لفكرة اللعب في كل الملاعب الجزائرية تجسيدا لشعار المنتخب الوطني ملك لكل الجزائريين، لكن على ما يبدو فإن افتقاد الجزائر للملاعب المؤهلة حاليا، جعل هيئة زطشي تبحث عن حلول خارجية، لا سيما أن ماجر ولاعبي المنتخب الوطني لم ينسوا التصفيرات التي طالت اللاعبين في ملعبي الشهيد حملاوي في قسنطينة وملعب 5 جويلية، أمام نيجيريا وإفريقيا الوسطى على التوالي، وكان ضحيتها كل من فوزي شاوشي ثم شمس الدين رحماني.
هذا، وركز زطشي لحد الساعة على مشاكله الداخلية، وتفرغ بشكل كبير لخلافه مع رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، محفوظ قرباج، من خلال اتخاذ قرار سحب تفويض تسيير البطولة منه وإجباره على الاستقالة، وهو ما يعتبره أكبر انجازاته لحد الآن بعد أن فشل في تحقيق أي انجاز فني ورقمي على المستطيل الأخضر.