قررت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التزام المفاوضات السرية، في قضية رحيل الناخب الوطني جمال بلماضي من عدمه، وسط غياب تام للشفافية والتواصل من الرأي العام، فاسحة المجال لبعض الأطراف المشوشة، التي تسعى جاهدة لنشر البلبلة والإشاعات بهدف إطالة عمر الأزمة.
ووضع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي نفسه في ورطة كبيرة، بعد أن أعلن عن خبر استقالة بلماضي عبر تغريدة على تويتر، الأمر الذي جعل بلماضي يتراجع عن قرار الاستقالة، معتبرا أن ذلك يمثل إهانة لشخصه كونه لم يعلن بعد للرأي العام عن اتخاذه لهذا القرار، والأسباب التي دفعته إلى الاستقالة.
ولا تزال “الضبابية” هي سيدة الموقف في قضية ارتباط الناخب الوطني جمال بلماضي والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وعلى رأسها وليد صادي الذي وضع نفسه في ورطة كبيرة، بعد أن سارع في الإعلان عن فسخ العقد، الأمر الذي رفضه بلماضي، المتمسك بعقده، في غياب الشفافية في التواصل والاتصال من قبل أول هيئة رسمية لكرة القدم كالعادة، لرفع كل اللبس ووضع حد للإشاعات والتأويلات، التي تكبر وتزداد يوميا.
وقرر الناخب الوطني جمال بلماضي مغادرة الجزائر دون الرد على رئيس الفاف وليد صادي، الذي طلب منه فسخ عقده والرحيل عن العارضة الفنية “للخضر”.
ورد بلماضي على طلب رئيس الفاف بمنحه مهلة 24 ساعة ليفكر في الأمر، لكنه لم يرد على الفاف، بسبب ما أسماه مؤامرة من طرف بعض الأشخاص التي كانت تنتظر إخفاق الناخب الوطني لإبعاده من على رأس العارضة الفنية، خاصة وأن هناك بعض الإشاعات التي تداولت على نطاق واسع، مفادها أن رئيس الفاف وليد صادي قد باشر مفاوضاته مع مدرب أجنبي قبل انطلاق منافسة الكان.
فيما يترقب المتتبعون للشأن الكروي، أن تصدر الفاف بيانا لكشف خلفيات القضية والمفاوضات مع الناخب الوطني.
وكان قد أعلن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (فاف)، وليد صادي، عن “التوصل إلى اتفاق مع الناخب الجزائري، جمال بلماضي، بفك العقد” الذي يربطه بالهيئة الفيدرالية، بعد الإقصاء المبكر لـ “الخضر” من نهائيات كأس إفريقيا للأمم-2023 (المؤجلة إلى 2024) الجارية حاليا بكوت ديفوار.
وكتب صادي على حسابه الرسمي في منصة “إكس” (تويتر سابقا) “اجتمعت مع المدرب الوطني السيد جمال بلماضي للحديث عن تبعات هذا الإقصاء المر وتوصلنا إلى اتفاق ودي بحل الارتباط وفك العقد الذي يربط المدرب بالاتحاد الجزائري لكرة القدم.. نشكر المدرب جمال بلماضي على كل ما قدمه للمنتخب ونتمنى له حظا موفقا في بقية مشواره”.
وأضاف صادي “نعتذر لمحبي المنتخب الوطني والشعب الجزائري ونتأسف على الوجه الذي ظهر به -المحاربون- في كأس أمم إفريقيا والخروج المر من الدور الأول، بعد أن اجتهدنا ووفرنا ظروفا مثالية للاعبينا من أجل التألق وتحقيق الهدف.. معذرة مرة أخرى لملايين الجزائريين الذين يعشقون منتخبهم وسوف لن يتخلوا عنه بكل تأكيد في قادم الاستحقاقات”.
وعقب هذه الخيبة، تعهد رئيس الفاف بأنه سيحدث تغييرا جذريا في صفوف المنتخب الجزائري، وكتب أيضا “نعد عشاق ومحبي المنتخب الوطني أن ما حدث هو بداية لتغيير جذري بل وثورة حقيقية على مستوى المنتخب الوطني الجزائري من أجل تهيئة بيئة مثالية للعمل والبناء على هذا التعثر من أجل استعادة مكانتنا قاريا ودوليا”.
وخلال فترة خمس سنوات ونصف، تمكن بلماضي من التتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم-2019 بمصر، ليتعرض بعد ذلك إلى نكستين في نهائيات الـ “كان” إضافة الى إخفاقه في بلوغ مونديال-2022.
وكان الفريق الجزائري لكرة القدم قد أقصي من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم 2023، بعد الهزيمة المرة التي تلقاها على يد نظيره الموريتاني (0-1) بملعب السلام- بمدينة بواكي لحساب الجولة الثالثة والأخيرة عن المجموعة الرابعة.
وتعادل “الخضر” في الجولتين الأوليين، أمام كل من أنغولا (1-1) وبوركينافاسو (2-2) على التوالي، منهيا بذلك الدور الأول في ذيل الترتيب بنقطتين فقط.
ع.ب