أنا صديقتكم مونية من برج الكيفان، كنت أعيش حياة هادئة رفقة زوجي وأولادي، وحرصت كثيرا على راحة أسرتي، وقد وُفقت إلى حد كبير في مختلف هذه المهام، لكن شاء القدر أن يأخذ مني زوجي بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة. توفي زوجي وتركني أتخبط وحدي مع مصاعب الحياة، لم أتقبل وضعي بعد رحيله وأهملت واجباتي ولم يعد للحياة معنى عندي، ولم أعد أهتم بأولادي.
وكانت وفاة زوجي بمثابة الصدمة لي، خاصة وأنه لم يكن يعاني من أي مرض .
لم أجد من يخرجني من هذه القوقعة المظلمة التي أثرت سلبا على حياتي، غيرك سيدتي.
فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لمعاناتي.
المعذبة: مونية من برج الكيفان
الرد: ثقي عزيزتي مونية أنك لست الوحيدة التي فقدت زوجها ولن تكوني الأخيرة، فهذه سنة الله في خلقه، فمتى أتى أجل الإنسان يرحل إلى جوار ربه، وزوجك رحمه الله أخذ نصيبه من الحياة حسب ما قدره الله عز وجل له، لأن الموت قضاء وقدر ولا يمكن للإنسان أن يزيد أو ينقص من قدره في الحياة فوق ما قدره الله له.
أنا أقدر حجم حزنك لفقدانك زوجك، لكن لا يجب أن تستسلمي لهذا الحزن، فالحياة مستمرة حتى بعد فقداننا لعزيز، ولذا فأنت مطالبة عزيزتي سليمة بطي هذه الصفحة ولتكن ثقتك بالله سبحانه وتعالى قوية وعليك بالتضرع له في كل الأوقات بأن يرحم زوجك ويسكنه جنة الخلد وعليك بالتصدق عليه، فهذا ما يحتاجه منك الآن وهو في دار الحق، فعودي إلى حياتك بصورة عادية وقومي بمهامك بصورة عادية خاصة الاهتمام بأولادك، فهم بحاجة إلى الرعاية والاهتمام بهم أكثر من أي وقت مضى خاصة بعد وفاة والدهم (زوجك) رحمه الله.
وإن شاء الله ستخرجين من هذا الحزن وتعودي إلى حياتك بصورة عادية.
وهذا ما ننتظر منك أن تخبرينا به عن قريب.