لماذا يخاف الإنسان على رزقه ؟

لماذا يخاف الإنسان على رزقه ؟

 

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدَّثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق: “إنَّ أحدَكُم يُجْمَعُ خَلْقُه في بطن أمِّه أربعين يومًا، ثم يكُون علقةً مِثلَ ذلك، ثم يكُون مضغة مثل ذلك، ثم يُرسَل الملَكُ، فينفخ فيه الرُّوح، ويُؤْمَر بأربع كلمات: بِكَتْبِ رزقه، وأجلِه، وعملِه، وشقيٌّ أو سعيد” رواه البخاري. لقد دلَّت نصوصُ الكتاب والسُّنَّة على أن الله كَتَب الآجالَ والأرزاق، فلا يَزيد فيهما حرصُ حريص، ولا يردُّهما كراهِيةُ كارِهٍ. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: “كَتب اللهُ مقاديرَ الخلائق قبل أن يَخلق السماواتِ والأرضَ بخمسين ألف سَنة – قال: وعرشه على الماء” رواه مسلم. وقد أكَّد سبحانه وتعالى هذه الحقيقةَ في آياتٍ كثيرة مِن كتابه؛ قال تعالى: ” وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ” آل عمران: 145. وقال تعالى: ” وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ” الأعراف: 34.

ومثلُ الأجلِ الرِّزقُ، فإن ما كُتب للعَبْدِ مِنْهُ سينالُه لا محالة؛ قال تعالى: ” وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ” هود: 6، وقال تعالى: ” وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ” الذاريات: 22، 23. عن أبي أمامة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ رُوح القدس نفَثَ في رُوعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلَها، وتستوعب رِزقَها، فاتَّقوا الله، وأجمِلوا في الطلب، ولا يحملَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزق أن يطلبه بمعصية؛ فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته” صححه الألباني. فما كُتب للعبد مِن رِزق وأجل، فلا بد أن يستكمله قبل أن يموت؛ عن جابر رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَفِرُّ مِنَ المَوْتِ، لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كما يُدْرِكُهُ المَوْتُ”. صححه الألباني.