لماذا هذه الفرقة بين المسلمين ؟

لماذا هذه الفرقة بين المسلمين ؟

 

لقد أصبحت الأرض كالقرية الصغيرة مع وسائل النشر والتواصل بين البشرية جمعاء، واشتعلت عمليات الغزو الفكري لأبناء العالم الإسلامي، وتم نشر الفتنة والتنازع بين المسلمين كدول ثم كجماعات داخل كل دولة مسلمة، ثم انتقلت إلى الأفراد بعضهم البعض، مع توفُّر وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح التنازُع على أشدِّه بينهم على اختلاف أماكن أوطانهم في أنحاء بقاع الأرض. إن الملاحظ في هذا الآونة الأخيرة كثرة التلاسُن بين الأفراد المسلمين على منصات التواصل الاجتماعي بأساليبَ وألفاظٍ فِجَّةٍ لا تليق بالمسلمين بعضهم البعض، كُلٌّ منهم يلعن ويُقبِّح ويُكفِّر الآخر وما ينتمي إليه من مذاهبَ أو فِرَق أو جماعات أو دول. وبطبيعة الحال فإن الفتنة هي تفرُّق المسلمين وإطلاق المسميات المختلفة التي حذَّر منها رسول الله في الصدر الأول للإسلام، فقد ثبَت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “افترقَت اليهودُ على إحْدى وسبعين فِرقةً، وافترقَت النصارى على اثنتينِ وسبعينَ فرقةً، وستفترق هذه الأمةُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كُلُّها في النار إلا واحدة”، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: “مَن كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي” رواه أبو داود، وقال: صحيح. وهذا يعني أنه حديث عن المستقبل، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلق اسمًا على هذه الواحدة، بل وصفها بقوله: “مَن كان على مِثْلِ ما أنا عليه وأصحابي”. وقد حثَّ الله المسلمين على التوحُّد وطاعة الله والرسول فقال: ” وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ” الأنفال: 46؛ أي: التزموا طاعة الله وطاعة رسوله في كل أحوالكم، ولا تختلفوا فتتفرَّق كلمتُكم، وتختلف قلوبُكم، فتضعفوا وتذهب قوَّتُكم، واصبروا إن الله مع الصابرين ولن يخذلهم. كم دعانا الله إلى قوله: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ” آل عمران: 103؛أي: تمسَّكوا جميعًا بكتاب ربِّكم وهدي نبيِّكم، ولا تفعلوا ما يؤدي إلى فرقتكم، واذكروا نعمةً جليلةً أنعَمَ الله بها عليكم: إذ كنتم – أيها المؤمنون- قبل الإسلام أعداءً، فجمَع الله قلوبَكم على محبَّته ومحبة رسوله.

موقع إسلام أون لاين