يشكل المسلمون من سكان العالم اليوم ما نسبته 23%، ما مجموعه أكثرُ من مليار و600 مليون، يتوزعون في قارَّات العالم السبع، في 57 دولة إسلامية، على مساحة 32 مليون كم، وعشرات الدول غير الإسلامية، ولك أن تعرف أن الأقلِّيَّة المسلمة في دولةٍ كالهند أكثرُ من 250 مليونًا. أمَّا اليهود، ففي إحصاء معهد بيو بواشنطن ومعهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي في تل أبيب، كان عددُ اليهود في العالم كلِّه في سنة 2013 أقلَّ من 14 مليونًا، بنسبة 19, % من سكان العالم. قال ثوبان رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكَلَةُ إلى قصعتها”، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذٍ؟ قال: “بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن اللهُ من صدور عدوكم المهابةَ منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوَهَن”، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: “حبُّ الدنيا، وكراهية الموت”. إن الأمم لا تُنصر بعدد الرجال؛ فرُبَّ رجل بألف، وألف بخُف، وقد كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص لما طلب مددًا في فتح مصر: إني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألفٍ رجلٌ بألفٍ. ولا تُنصر الأممُ بقوة السلاح؛ فقد كان مع اليهود في خيبر أحدثُ الأسلحة في زمانهم، ولديهم أقوى الحصون، فلم تُغنِ عنهم شيئًا، قال الله تعالى ” وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ ” الحشر: 2. إنما تنصر الأمم بقوة قلوب رجالها، وعزائم شبابها، وبذلِهم أرواحَهم في سبيل قضيتهم، ولن ينصُر الله المسلمين على هؤلاء الشِّرْذمة من اليهود وأذنابهم إلا إذا تمسَّكوا بدينهم، وكانوا على ثقة من وعد ربِّهم، ولم تتعلق قلوبُهم بلذات الدنيا الفانية، وكان نصب أعينهم رفعُ راية دينهم، وإعلاء كلمة ربهم. قال الله تعالى ” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ” الإسراء: 5، وفي الحديث الصحيح: “لا تقوم الساعة حتى يقاتِل المسلمون اليهود، فيقتُلُهم المسلمون، حتى يختبئَ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهوديٌّ خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود”.
من موقع الالوكة الإسلامي