أنت وزرقتك يا بحر تأسران قلبي كلما تذكرتها، إنها بنت ساحل المتوسط الجميل، كانت تجلس كل مساء لتخط حروفها نحو الصحراء ولترسلها مع خيوط الفجر مع الحمام الزاجل، كانت كلماتك تغمرني، تغازلني تهدهدني تزيدني رعشة وأنا أقاوم رعشتي، كانت كلماتك ترن في أذني ردحا من الزمن، كان الحمام الزاجل لا يغادرني، ينتظر ردي، لكن ردي صار بطيئا بطيئا، وأنت يا بحر ترقبها وترقبني وأنا المعتوه لا أدري كيف أجيب الداعي الذي يسهر ليلا ينتظر مني ردا يناسب ألمي وآلام السنين، مؤلمة أيام الانتظار ملهمتي، وأنت يا بحر ما هانت عليك مؤانستي وأنا البعيد البعيد في أقصى الصحراء…. أعانق عذابي واغترابي وأنت يا بنت الساحل: أما آن لك أن ترحلي وتسافري عبر الكلمات الساحرة التي تأسر كياني…
أنا عازم على لقياك يا بحر لأرقبها كما ترقبها وأغازلها وأضمها على ساحلك الجميل، يا بنت الساحل كوني منتظرة… فإني قادم كي أعانق أحلامي وأبدد أوهامي وأشفي غليل السنين …..
وسافرت ووصلت أيها البحر العظيم سلاما
ليتني كنت أنت، وكنت أنت أنا، فأنا أعرفك من زمان النشوء والتطور والتحور والارتقاء
كدت أن أقول إنني خُلقت هنا، غير أني أمقت الانتظار وأحسد المنتظرين الصابرين
أنا يا بحر ما زلت في قائمة المنتظرين …
طال الانتظار طال وطال حتى انقضى يوم ويومان وأكثر، ليرد البحر على سؤالي بجواب ليته ما كان يأتي …!!
قد رماها البحر جثة ذات فجر وانتهى حلم السنين، كانت الشقراء حبلى بآلام وغرام وحب لو زرع لكفى الأكوان حبا ونقاء وصفاء ليته ما كان يخبو…
أيها البحر لماذا، قد وأدت الفجر حلما وربيع الذكريات قد هوى للحضيض يذوي آخذا حلم السنين ….
إيه يا بحر.. عذابي، واغترابي، ونحيبي، وحداد العمر كله، ما كفاني ألما ليس يفنى كلما يفنى كياني وأنا الآن يتيم هائم، حول ساحل الذكريات، أيها الساحل مهلا، أيها الساحل حلمك… إن حلمي قد ذوى يوما ومات!!
أيها البحر سأبقى أرقب حلمي ها هنا على ساحلك وأرسم شريطا من حنين الذكريات..
حركاتي لعمامرة/ بسكرة