للوقاية من خطاب التشدد والتطرف… الجزائر ترسل أئمة إلى كندا وبلجيكا

elmaouid

الجزائر- تعتزم الجزائر إرسال أئمة لتأطير المساجد التي يتردد عليها أفراد الجالية في كندا بمناسبة شهر رمضان للسنة الجارية 2018.

وتأتي هذه المبادرة بموجب اتفاق بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وسفارة كندا ومركز الوقاية من التطرف المؤدي إلى العنف الكائن مقره بمدينة مونتريال، حيث يبلغ عدد المسلمين في كندا مليون نسمة منهم 300 ألف في منطقة كيبك وحدها.

وستتكفل وزارة الشؤون الدينية، بموجب هذا الاتفاق، بمصاريف السفر والمهمة، في حين تتولى السفارة الكندية ومركز الوقاية من العنف لمونتريال استقبالهم وتسهيل إقامتهم.

وكانت مساجد “جزائرية” قد طلبت من المركز مساعدتها على إيجاد أئمة معتدلين يحملون رسالة تدعو للعيش سويا. لكن تجسيد المشروع تأخر منذ سنة 2015 بسبب طول الإجراءات البيروقراطية في الجزائر.

وقد بدأ مركز الوقاية من التطرف المؤدي إلى العنف إعداد دراسة لتحديد نماذج الأئمة المقبولين في الكيبك وكندا لأن حرية المعتقد في هذا البلد جعلت كل من هب ودب قادرا على التقدم لتسيير مسجد ومخاطبة المصلين، ما جعل الكثير من هؤلاء الأئمة المتطوعين محل مراقبة من قبل مصالح الأمن الكندية، بل تم العثور على بعضهم ضمن عناصر داعش.

وفي السياق ذاته، أعرب وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، عن استعداد الجزائر لتكوين الأئمة في بلجيكا، مشيرا إلى أن تجربة الجزائر في الوقاية من التشدد وبث ثقافة الوسطية والاعتدال “صالحة لأن تورد إلى دول أخرى”.

وأوضح عيسى، في تصريح للصحافة عقب استقباله نائب الوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية لبلجيكا ديدييه رايندرز، أن “وزارة الشؤون الدينية مستعدة للتعاون المطلق وتبادل التجارب وتكوين الأئمة في بلجيكا حتى يكون الإسلام الذي يمارس فيها إسلاما وسطيا ومعتدلا يخدم دولة بلجيكا كما يخدم الإسلام في الجزائر دولة الجزائر”.

واعتبر الوزير أن الجزائر لها “تجربة في الوقاية من التشدد وفي تكوين أئمة يتمكنون من ربط الوطنية بالإسلام وفي بث ثقافة الوسطية والاعتدال” وهي تجربة – كما قال – ممتدة في أوساط الجزائريين ولكنها أيضا صالحة لأن تورد إلى دول أخرى.

وأضاف أن اللقاء كان فرصة لعرض التجربة الجزائرية على رايندرز الذي أبدى اهتمام بلده بلجيكا بهذه التجربة “حتى تعالج بعضا من مشاكلها”.

من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية لبلجيكا أن لقاءه بوزير الشؤون الدينية سمح له بفهم السياسة المنتهجة من قبل الجزائر لتنظيم العبادة، مشيرا إلى أن بلجيكا ترغب في معرفة  كيف يسيّر مختلف شركائها العلاقة بين الفضائين العام والديني.

كما تم التطرق خلال  اللقاء نفسه إلى مسألة تكوين الأئمة – كما قال – مشيرا بهذا الخصوص إلى أن الدول الأوروبية وبلجيكا على وجه الخصوص “تواجه صعوبات” في إيجاد أئمة وتكوينهم بهذه البلدان.

وتطرق الطرفان إلى مشكل التطرف الديني، مذكرا أن بلده واجه أيضا الظاهرة، منوها بأهمية بذل كل الجهود لتفاديها في المستقبل بتبادل التجارب والخبرات لإرساء ممارسات دينية قائمة على احترام البلدان المتواجدين فيها.