لكل داء دواء  

  لكل داء دواء  

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “في الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش، والحر والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدرًا وشرعًا، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزًا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلًا للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلًا ولا توكله عجزًا. ومع كل التحفظات وبذل الأسباب إلا أن قدر الله تعالى نافذ فمكتشف الكورونا مات به:

– ومنها أن نوقن أن لكل داء دواء: لذا لا بد من دعم كليات الطب ومختبراتها بما يعين على اكتشاف الأمصال الشافية لتلك الأوبئة بأمر الله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً” رواه البخاري، وجاء من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وزاد: “علمه من علمه، وجهله من جهله” رواه أحمد.

– ما يتعلق بالأحكام الشرعية لمثل هذه الجوائح والنوازل يرجع فيها لأهل العلم ” فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ” النحل: 43، ولأن العلماء أعلم بالأحكام الشرعية، وأكثر حكمة وتطمينًا؛ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه _ يعني: ابن تيمية – فما هو إلا أن نراه _ونسمع _كلامه؛ _فيذهب _ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة.

– استشعار النعمة العظيمة التي كنا نعيشها ولا زلنا – والحمد لله – من أمن وعافية وسعة رزق؛ قال نبينا صلى الله عليه وسلم: “من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه – فكأنما حيزت له الدنيا”. رواه الترمذي.

– الدعاء لكل من ساهم في دفع هذا الوباء عن البلاد والعباد من ولاة الأمور، والعلماء، والأطباء، ورجال الأمن، وغيرهم ممن لا يعلمهم إلا الله؛ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له، حتى ترَوا أنكم قد كافأتموه” رواه أبو داود.

– نختم بأنه يرجى الشهادة بإذن الله تعالى لمن مات بهذا الداء؛ لكونه يصيب الرئتين بالتلف ففيه شبهٌ بالسل؛ وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “السل شهادة” صححه الألباني.

– اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا، ودنيانا، وأهلينا وأموالنا، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، والحمد لله رب العالمين.