لقاء نيجيريا صعب جدا..والحديث عن ” الكان”  سابق لأوانه / لست ساحرا..لكني سأسدد ديني تجاه الجزائر

elmaouid

 

أكد الناخب الوطني الجديد، البلجيكي جورج ليكنس، بأنه يدرك جيدا حجم المسؤولية التي تنتظره بإشرافه على المنتخب الجزائري، المقبل على مواجهة مصيرية أمام نيجيريا في تصفيات كأس العالم 2018 يوم12 نوفمبر، ودورة كأس أمم إفريقيا 2017 المقررة بالغابون بداية العام المقبل، مشيرا إلى أنه قبل تدريب ” الخضر”  دون تردد وتفكير، رغبة منه في تسديد الدين تجاه الجزائر بعد أن غادرها سنة 2003 لأسباب وصفها بـ” الشخصية” ، لكنه بالمقابل اعترف بأنه ليس “ساحرا” ، وهو بحاجة لدعم الجميع لتحقيق كل الأهداف المسطرة من قبل الفاف، والتي يتصدرها التأهل إلى كأس العالم بروسيا.

فضل البلجيكي جورج ليكنس الحديث، خلال الندوة الصحفية التي عقدها الثلاثاء بقاعة المحاضرات بمركب محمد بوضياف الأولمبي، بعاطفية كبيرة عن علاقته بالجزائر، وأكد بأن عودته لتدريب المنتخب الجزائري تمت بدون شروط، قائلا:” لقد عدت إلى الجزائر دون تفكير، روراوة عرض عليّ مهمة تدريب المنتخب الجزائري فوافقت مباشرة، وأعلمكم بأنني أمضيت العقد دون التحقق من أي بند..لقد كان إمضاء على بياض، ولا أدري إن كنت أمضيت لعامين أو ثلاث سنوات” ، مضيفا:” زوجتي كانت سعيدة جدا، وعندما أطلعتها على الأمر قفزت من شدة الفرحة..؟..” ، في إشارة ضمنية، تبرز رغبة البلجيكي في الرد على الأطراف التي ربطت مغادرته للمنتخب الجزائري سنة 2003، ستة أشهر فقط بعد تنصيبه مدربا لـ” الخضر” ، برفض زوجته العيش في الجزائر.

وواصل ليكنس تبرير ذمته من حادثة 2003، بالقول إنه مصر على تسديد دينه تجاه الجزائر وسيعمل بكل حواسه من أجل النجاح مع المنتخب الجزائري، وقال مدرب المنتخب البلجيكي السابق:” منذ 2003 وأنا أحس بأن لدي دينا تجاه الجزائر، ولهذا عدت هذه المرة من أجل تسديده” ، مضيفا:” الجميع كان يقول لي إن العمل في الجزائر صعب..وسائل الإعلام هناك صعبة وستفرض ضغطا كبيرا، لكنني لم ألتفت لمثل هذه المعطيات لأنني مدرب يعشق التحديات” . كما شدد مدرب لوكيرن السابق على وصف علاقته بالجزائر والجزائريين بـ” العاطفية” ، عندما قال:” لم أنس عندما هتف الجزائريون باسمي في لقاء الجزائر وتونس قبل سنتين..الجزائريون يقدرونني ويحترمونني، ولهذا عدت إلى هنا..ليس لدي شيء لأبرهن عليه في بلجيكا حاليا..كما أني لو اخترت الأموال لكنت ذهبت إلى قطر أو السعودية حيث وصلتني بعض الاتصالات..” .

 

مباراة نيجيريا صعبة وسأعمل على تحرير اللاعبين نفسيا

 

من جهة أخرى، اعترف المدرب الجديد لـ” محاربي الصحراء”  بصعوبة المهمة التي تنتظر المنتخب الوطني في نيجيريا، برسم لقاء الجولة الثانية من الدور الأخير المؤهل لكأس العالم 2018 بروسيا، خاصة بعد تعثر زملاء محرز في لقاء الجولة الأولى أمام الكاميرون والتعادل بهدف لمثله في البليدة، وقال ليكنس:” لقاء نيجيريا صعب جدا..حاليا أنا أركز عليه رفقة الطاقم الفني من أجل تحضير اللاعبين بشكل جيد لهذه المواجهة” ، مضيفا:” من المهم أن أركز على تحرير اللاعبين نفسيا بعد التعثر في اللقاء الأول، لأن رد فعلهم مهم في مثل هذه المباريات..على اللاعبين أن يدركوا جيدا بأنه لن يكون كافيا أن تلعب بطريقة جيدة للفوز..” .

إلى ذلك، شدد ليكنس على أن لقاء نيجيريا سيكون لقاء ” القلب” ، وعلى أنه سيعمل من أجل تحقيق هدف التأهل إلى كأس العالم بروسيا، لكنه بالمقابل طالب بالدعم قائلا:” لست ساحرا وأنا بحاجة لدعم الجميع، بما فيهم وسائل الإعلام” ، مبررا ذلك بطريقة هزلية:” إذا نجحنا ستنجحون أنتم أيضا وستبيعون أكثر..” .

 

أعتمد على تقارير المساعدين وأريد لاعبين مقاتلين

ودائما في إطار التحضير للقاء نيجيريا، أكد ليكنس بأنه سيعتمد على تقارير الطاقم الفني المساعد، والذي قال بشأنه بأنه لن يغيره بعد لقاء نيجيريا المقبل، من أجل التحضير للقاء ” النسور الممتازة” ، وقال:” لقد اطلعت على جميع التقارير وعليه تم إعداد قائمة اللاعبين المعنيين بهذه المواجهة..صحيح أن الوقت ليس كافيا بالنسبة لي لتحضير هذا اللقاء، لكن سأعمل على الجانب النفسي كثيرا..أريد لاعبين مقاتلين فوق أرضية الميدان..” ، مضيفا:” أعرف أن هذه الميزة من سمات الجزائريين، وكل المنتخبات المنافسة تدرك ذلك، ولهذا سأسعى لتوظيف ذلك في كل المواجهات..” ، كما أشار ليكنس إلى نقطة مهمة وجب الحذر منها في نيجيريا، وهي القوة البدنية لزملاء أوبي ميكال، والتي قال بشأنها إنها ستكون أبرز نقاط قوتهم في موقعة الـ12 نوفمبر المقبل.

 

سأجد الحلول في التشكيلة..ولاعبونا يلعبون من أجل الشعب

هذا وأشار ليكنس إلى أنه سيجد الحلول للنقائص في المنتخب الوطني في الوقت المناسب، وهذا ردا على الانتقادات الموجهة لخط الدفاع ومركز الظهير الأيمن، ومشكلة نقص المنافسة بالنسبة لبعض اللاعبين، على غرار براهيمي وفيغولي، قائلا:” سأجد الحلول في الوقت المناسب، أن أحرص على روح المجموعة وهذا عامل مهم جدا في ظرف المنتخب الجزائري حاليا..” ، مضيفا:” حتى في بلجيكا كانوا يقولون لي..لا نملك مدافعا أيسر ولا آخر في اليمين، لكني وجدت الحل..أما بالنسبة لبراهيمي وفيغولي فهناك حل لمشكل نقص المنافسة لديهم..” .

إلى ذلك حرص الناخب الوطني الجديد، على تبرئة ذمة لاعبيه بعد الانتقادات التي طالتهم بعد حادثة التمرد على الناخب السابق، الصربي ميلوفان راييفاتس، وقال:” أنا لا ألتفت إلى الوراء..اللاعبون الجزائريون يلعبون في هذا المنتخب من أجل الشعب الجزائري وليس من أجل الأموال وهذه هي الروح التي أريدها في المنتخب..”.

 

سأعمل  على حسب إمكانات اللاعبين

من جهة أخرى، قال ليكنس إنه سيبني خططه التكتيكية على حسب إمكانات اللاعبين، بعد أن تحدثت بعض الأطراف عن تخوفها من النزعة الدفاعية للمدرب البلجيكي، وقال:” سأعمل على حساب إمكانات اللاعبين، ليس لدينا ميسي ولكن لدينا لاعبون جيدون وسنسعى للاستثمار في هذا الجانب” ، مضيفا:” الجميع لديه نقاط ضعف، حتى ميسي لديه نقاط ضعف، بالنسبة لي أريد روح المجموعة والقتالية فوق أرضية الميدان” ، واعترف ليكنس بأن المهم بالنسبة إليه هو عدم تلقي الأهداف، ” تسجيل هدفين سيكون كافيا بالنسبة لي، والأهم هو عدم تلقي الأهداف..”

 

سأتخذ بعض القرارات ولا يمكن اللعب بـ10 صانعي ألعاب

وفي سياق آخر، ترك ليكنس الانطباع بأنه سيحدث بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية وطريقة اللعب، عندما صرح:” لا يمكن اللعب بعشرة صانعي ألعاب..هناك قرارت سأتخذها وإذا كان هناك لاعبون سيبقون على دكة البدلاء سيكون ذلك..لن أمنح الهدايا لأي لاعب”  قال مدرب أف سي بروج السابق، الذي أصر على أن فلسفته ترتكز على اللعب الجماعي و” الكتلة” ، التي تستدعي مشاركة كل اللاعبين في المهام الهجومية والدفاعية، وتشير هذه التصريحات إلى إمكانية حدوث بعض التغييرات في تشكيلة ” محاربي الصحراء”  خلال لقاء نيجيريا المقبل.

 

لا فرق بين اللاعبين الجزائريين في الخارج والمحليين

من جهة أخرى، رفض ليكنس التفرقة بين اللاعبين الجزائريين سواء أولئك الذين يلعبون في الخارج أو داخل الوطن، وقال إنه يرفض تسمية اللاعبين المحترفين والمحليين، وقال:” بالنسبة لي تسمية اللاعبين المحترفين والمحليين غير صائبة، كل لاعبي المنتخب الوطني جزائريون، وأفضل تسميتهم كالتالي اللاعبون الذين يلعبون خارج الجزائر واللاعبون الذين يلعبون داخل الجزائر..” ، مضيفا:” سأتابع كل اللاعبين باهتمام كبير وخاصة في البطولة الجزائرية لأنني أدرك أن هناك لاعبين موهوبين..” ، وهي التصريحات، التي قد تعطي بعض الضمانات للاعبين المحليين ومنحهم الفرصة مع المنتخب الوطني.