“لفراق” يصنع الفارق.. السيكودراما لأول مرة على الشاشة الجزائرية

“لفراق” يصنع الفارق..  السيكودراما لأول مرة على الشاشة الجزائرية

انفرد مسلسل “لفراق” للمخرج يوسف محساس بعدد حلقاته التي وصلت إلى 27 حلقة خلافا للأعمال الأخرى التي لم تتخط حاجز العشرين حلقة لأسباب مرتبطة بوسائل الإنتاج وأجور الفنانين، إلى جانب أفراده بقصة دخل بها كاتب السيناريو عالم السيكو دراما في سابقة تعد الأولى في تاريخ الدراما الجزائرية.

المسلسل الذي تم بثه على التلفزيون العمومي كان له نصيبا من التعليقات الإيجابية من طرف النقاد والجمهور، استطاع أن يطرق باب المشاكل النفسية ومدى أهمية الطبيب المعالج في هذا المجال في مجتمع يحمل تناقضات عديدة.

“لفراق” عمل درامي اجتماعي، يعكس حقيقة التحديات التي يعايشها الأزواج في المجتمع الجزائري اليوم، سواء على الصعيد الشخصي، أو العائلي، أو الاجتماعي، بتقديم قصص مأخوذة من الواقع، ومواضيع مؤثرة، إذ يعكس المسلسل صورة دقيقة عن هشاشة العلاقات في مواجهة التحديات اليومية. ويقترح مسلسل “لفراق” فتح أبواب الحوار حول قضايا مهمة، ما يجعله واحدا من الأعمال الدرامية المميزة التي تستحق المشاهدة. وقدّم السيناريست نسيم ياسع من خلال “لفراق”، قصة عميقة معبرة عن الصراعات الزوجية والمشاكل التي يواجهها العديد من الأزواج، حيث تتداخل القصص المختلفة لشخصيات متعددة، جميعها تمثل حالة من الضياع أو التحدي في مواجهة ضغوط الحياة. والعمل يناقش قضايا عديدة، تعكس الواقع الذي يعايشه الأزواج، بدءاً من الخيانة والمشاعر المعقدة، وصولاً إلى القضايا المجتمعية المؤثرة.

ونجد قصة “ناصر” و”ياسمين”؛ زوجان من الطبقة الوسطى، يواجهان صراعا آخر، حيث تطلب ياسمين الطلاق، وتخطط للرحيل بحثا عن حياة أفضل لابنتهما “مريم”، بينما يتمسك ناصر بالبقاء في المنزل لرعاية والده المصاب بمرض الزهايمر. ومع مرور الوقت نشهد تطور شخصية “مريم” (هيفاء رحيم) الشابة المضطربة نفسيا، التي تحتاج إلى مساعدة نفسية؛ في محاولة لفهم خلفيات العلاقة الأسرية المعقدة. ويلعب الطبيب النفسي “سليم” (الذي يجسد شخصيته خالد بن عيسى)، دورا محوريا في مساعدة مريم على التكيف مع تلك التغيرات، وتصفية ضغوطات الماضي التي كانب بسبب والدها “ناصر”.

العمل لا يقتصر فقط، على قصة مثيرة فحسب، بل يشمل، أيضا، أداء تمثيليا قويا من قبل طاقم العمل، إذ نجح كل الممثلين في تجسيد مشاعر شخصياتهم بشكل صادق وواقعي، ما يجعل المسلسل أكثر تأثيرا على المشاهدين.

ب\ص