تحتضن ولاية تيزي وزو، ابتداء من 8 أكتوبر المقبل وإلى غاية الـ13 منه، فعاليات الصالون الوطني للصناعات التقليدية في طبعته العاشرة، التي ينتظر أن تعرف مشاركة عدة ولايات من الوطن، وتنظمها غرفة الصناعات
التقليدية والحرف بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي.
تحتضن حديقة “العقيد محند أولحاج” بولاية تيزي وزو الصالون الوطني للصناعات التقليدية في طبعته الجديدة، وهذا من أجل تعزيز ثقافة الصناعة التقليدية في سبيل تنمية السياحة.
أزيد من 20 ولاية تسجل حضورها
ويشارك فيه ما يزيد عن 100 عارض ممثلين لأكثر من 20 ولاية، منها بومرداس، الجزائر العاصمة، تمنراست، تيزي وزو وغيرها، الذين ستزيّن مشغولاتهم المعرض بتحف رائعة تختزل موهبة وإبداع حرفيي الجزائر التي لا حدود لها، باعتبار الجزائر تزخر بتراث ثقافي غني ومتنوع في مجال الصناعات التقليدية، ويعد مصدر رزق للعائلات التي عملت على مر السنين على الحفاظ على هذه الحرف، من خلال ممارستها ونقلها للأجيال الجديدة.
“أونساج “و ” أونجام “سيكونان في الموعد
ينتظر أن يعرف الصالون عرضا لمنتجات متنوعة بين اللباس التقليدي، الحلي القبائلية والصحراوية، صناعة الفخار، الزرابي، الحلويات التقليدية والنحت على الخشب، إضافة إلى مشاركة مؤسسة إعادة التأهيل للولاية وغيرها، إلى جانب مشاركة مختلف مؤسسات التكوين والتشغيل للولاية، منها “أونساج”، “أونجام”، “أنام”، “كناس”، “كاسنوس” وغيرها، حيث تهدف إلى تقديم تفسيرات وتوضيحات للحرفيين الناشطين في الولاية.
يرتقب أن يسجل الصالون في طبعته الجديدة إقبالا كبيرا للزوار، منهم من يبحث عن أغراض تقليدية ومنهم من يزور المعرض بدافع الفضول، بغية الاطلاع على ما تبدعه مناطق أخرى من الوطن في مجال الصناعات التقليدية.
المعرض فرصة لعرض المنتوج وتسويقه
يهدف الصالون ـ حسب منظميه ـ إلى إتاحة الفرصة للحرفيين لعرض إنتاجهم وتسويقه، مما يسمح بترقية وتطوير وكذا تسويق إبداعاتهم الحرفية. كما يسمح الصالون بتبادل الخبرات والتجارب بين الحرفيين وتسهيل مهمة اقتناء المادة الأولية، مع تمكين الزوار من الاطلاع على ما تزخر به الولاية من مواد تقليدية مختلفة وجميلة.
الصناعات التقليدية بالجزائر.. تواجه خطر الزوال
تساهم معارض الصناعات التقليدية في تعريف الجيل الحالي بالصناعات المحلية الموروثة التي ربما لم يكن يعلم عنها شيئاً، حيث يشارك عدد من الحرفيين الذين يأتون من مختلف الولايات من أجل تعريف المواطن الجزائري ببعض الحرف والصناعات التقليدية المهددة بالانقراض، مثل صناعات الأواني النحاسية والنسيج والمجوهرات وغيرها، والتي تمثل تراثًا ثقافياً أصيلاً، هذا، وتزخر الجزائر بموروث ثقافي متنوع، وبصناعات محلية متوارثة عن الأجداد، استُخدمت في وقت ما للترويج إلى زيارة الجزائر، خصوصاً فترة انتعاش السياحة خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
ويطالب الحرفيون بحماية المنتجات والصناعات المحلية، مثل “سجاد بابار” المنتشر في ولاية (خنشلة)، وكذلك “زربية غرداية” و “برنوس بوسعادة” و”جواهر بني يني الفضية” قبائلية الصنع الموجودة في ولاية (تيزي وزو)، إضافة إلى الأزياء التقليدية الخاصة بكل منطقة، إذ أكد الحرفيون أن ندرة المواد الخام ونفور الأجيال الجديدة من التدريب على ممارسة تلك الصناعات، وكذلك عدم الاستثمار فيها، أهم الأسباب التي تهددها بالزوال.
دعوات من أجل حماية الحرف
أصر رئيس جمعية “أمل” صلاح بوزيكري على حماية السجادة (خنشلة) من خلال دعم وتعزيز التدريب من أجل نقل طريقة صناعتها إلى الأجيال الجديدة، داعياً إلى ضرورة الحفاظ على هذا التراث، خصوصاً وأن السجاد التقليدي مهدد بالإنقراض مع غزو السجاد الصناعي للسوق الوطنية، بسبب قلة أسعاره مقارنة بالتقليدي، أما رئيسة تجمع صناعة الأواني النحاسية، رجاء فرجاني، فأكدت على ضرورة إحياء صناعة النحاس التي تشتهر بها مدينة (قسنطينة)، والتي وصل بها الحال في السابق إلى استقطاب زبائنها من مختلف دول أوروبا، مشددة في تصريحات سابقة إلى وسائل الإعلام الجزائرية، على ضرورة تعزيز وتطوير هذه الصناعة ذات الشعبية الكبيرة لدى السائحين.
ارتفاع الأسعار أهم مشاكل قطاع السيراميك
بينما يعاني قطاع السيراميك والخزف من مشكلات أهمها ارتفاع أسعار المواد الخام، والإعتماد على الإستيراد من إسبانيا، وغياب الشراكات القادرة على تبادل الخبرات في هذا المجال، ما أثر كثيرًا على هذا القطاع، الذي كان في وقت سابق يصدّر منتجاته إلى أوروبا.
المجوهرات الأمازيغية ومعاناة النقص الواضح في المادة الأولية
من جانبهم، يشكو حرفيو صناعة المجوهرات التقليدية في (تيزي وزو)، والمعروفة بأصالتها الأمازيغية، من النقص الواضح في المواد الأولية الخاصة بصناعتهم، ومنها؛ الفضة والمرجان، داعين إلى فتح الأسواق المحلية لتسويق منتجاتهم عن طريق توفير المساحات اللازمة في الأماكن العامة، وكذلك ترويج صناعتهم من خلال الشركات السياحية، واهتدى الحرفيون أخيرًا إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة لترويج منتجاتهم، إذ لجأوا إلى المواقع الإلكترونية ومنها موقع “ورشتي”، وإلى صفحات البيع والشراء على وسائل التواصل الاجتماعي، لعرض كثير من صناعاتهم التقليدية، إضافة إلى تنظيم معارض للحرف اليدوية عبر الإنترنت على أمل الوصول إلى الأسواق العالمية.