على امتداد الساعتين والنصف غنّى الفنّان التونسي لطفي بوشناق ضمن فعالياّت مهرجان قرطاج الدولي أمام مدارج مكتظّة بالجماهير التي تنوّعت واختلفت شرائحها العمريّة، فحضر حتّى الشباب السهرة كما حضر الكهول و الشيوخ ممن يعرف عنهم عادة ميلهم لنوعيّة الموسيقى التي يقدّمها هذا الفنّان التونسي.
واختار لطفي بوشناق أن يقسّم سهرته لجزئين أمّا الأوّل فكان طربيّا بامتياز وغنّى فيه لمدّة ساعة وربع جديده من موشّحات وقصائد، وخاطب بوشناق الجمهور الذي كان يلحّ لسماع أغانيه القديمة “اسمحو لي بغناء هذه الأغاني أريد أن أستمتع معكم قبل أن أمتّعكم بكلّ ما تريدون سماعه”.
ولاقى الجزء الأول من السهرة تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي أنصت لغناء بوشناق بتركيز تامّ وصفّق له طويلا بعد انتهاء وصلته.
وأماّ الجزء الثاني من السهرة فغنّى فيه لطفي بوشناق أشهر أغانيه التونسيّة التي كان الجمهور يردّدها معه مثل “خوذو الكراسي والمناصب وخلولي الوطن” و”هذي غناية ليهم” و”أنت شمسي” وختم لطفي بوشناق السهرة مع أغنية شعبيّة بعنوان “كيف شبحت خيالك” وهي أغنية تيتر مسلسل “نوبة”، المسلسل الرمضاني الذي أخرجه ابنه عبد الحميد بوشناق ولاقى نجاحا كبيرا فصارت هذه الأغنية من أكثر الأغاني سماعا في تونس في الأشهر الأخيرة.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي تلا الحفل مباشرة قال الفنان لطفي بوشناق إنّه اختار أن يقسّم الحفل بتلك الطريقة لأنّه جاء قرطاج حاملا رسالة فهو لم يصعد على المسرح من أجل أن يرقص الجمهور فقط رغم أنّه لا يعارض ذلك وقد رقص هو أيضا خلال السهرة، وإنّما هو جاء من أجل أن يطربه.
وعن علاقته بابنه عبد الحميد بوشناق المخرج الشابّ قال بوشناق إنّه لا يتدخّل في خياراته في العمل كما كشف بوشناق أنّ فكرة الاعتزال صارت تراوده بالحاح بعد مسيرة 40 سنة وأكد أن على الفنان أن يعرف متى ينسحب حتّى يترك صورة جميلة له لدى جمهوره.
ورغم بلوغه سنّ الخامسة والستّين لازال لطفي بوشناق يحتفظ بجمال صوته وقوّته وبحيويّته على المسرح.
وعلى هامش عرض الفنان لطفي بوشناق بقرطاج قامت وزارة الثقافة التونسية بتوزيع 5 آلاف كتاب على الجمهور مجانا.
ق.ث