لصد المخاطر المشتركة القادمة من ليبيا… البرلمان المصري يوصي بزيادة التنسيق الأمني مع الجزائر

elmaouid

الجزائر- شددت لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري، على ضرورة التنسيق الدائم مع الجزائر لصد المخاطر المشتركة ولا سيما القادمة من ليبيا وهي خطوة كانت ضرورية لحماية الأمن القومي المصري.

وطالبت اللجنة في ختام اجتماعها، الإثنين، لمناقشة العلاقات المصرية _ المغاربية، بمساندة الجهود المشتركة المبذولة من مصر والجزائر وتونس “دول الجوار الليبي” في حل الأزمة الليبية، مع الأخذ في الاعتبار أهمية قيام علاقات قوية وراسخة بين مصر ودول المغرب العربي على أسس جديدة تمكنها من مواجهة التحديات المشتركة التي يتقاسماها وتطوير التعاون في كل المجالات.

وأكدت اللجنة، أهمية القوى الناعمة في توطيد العلاقات المصرية المغاربية في المجالات الثقافية وغيرها، داعية إلى أهمية زيادة التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية وغيرها وزيادة الاستثمارات في إطار اللجان العليا المشكلة وتفعيل كافة الاتفاقيات الاقتصادية ومذكرات التفاهم المبرمة.

وشددت اللجنة في توصياتها في ختام الاجتماع على ضرورة تقديم كل دعم ممكن لجهود التسوية السلمية في ليبيا، وأهمية أن يكون المسار الوحيد للحل السياسي هو ذلك الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي يقوم على المبادئ التي طرحها الاتفاق السياسي الليبي الموقع في 2015 وأن يكون كل جهد دولي أو إقليمي داعما للمسار الأممي للحل في لـيبـيا وليس موازيا له أو بديلا عنه.

وأكدت اللجنة دعمها لأي جهد يرمي إلى حلحلة الأزمة في لـيبـيا ويسهم في التوصل إلى تسوية شاملة للوضع في البلد واستعادة مؤسسات الدولة الليبية، مشددة على أن استرداد الاستقرار في ليبيا هو أمر وثيق الصلة بصلب الأمن القومي المصري.

كما شهدت لجنة الشؤون العربية نقاشات موسعة حول مستقبل العلاقات بين مصر ودول المغرب العربي، وتطرق النواب لضرورة كسر الجمود، وإزالة أي سوء فهم بين مصر والدول الخمس (المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا).

وركز الاجتماع على الأهمية القصوى التي تتمتع بها الدول العربية والإفريقية في المغرب العربي، وضرورة أن تسعى مصر جاهدة للتقريب بين وجهات نظرها وتلك الدول، مشيرا إلى أهمية الجهود التي تقوم بها مصر للتوصل لحل سياسي للأزمة الليبية، وأنه يعاونها في ذلك مجهودات موازية لدول الجوار تونس والجزائر.

وأبدى رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري، سعد الجمال، تفاؤلا نسبيا بما يجرى على الأراضي الليبية، قائلا: “هناك تطورات إيجابية قد تسهم في حلحلة الأزمة وصولا للحل السياسي في البلد، والقضاء على الإرهاب”.

وقال إنه رغم التعقيدات التي تحيط بالأزمة الليبية على مدار السنوات ما بين خلافات سياسية على النظام، وإرهاب متفشي في ربوع الدولة، إلى ميليشيات مسلحة في عدد المناطق، إلا أنه حديثآ حدثت عديد التطورات الإيجابية التي قد تسهم في حلحلة الأزمة وصولا للحل السياسي في ليبيا والقضاء على الإرهاب.

واستحضر أن تلك التطورات تمثلت في ثلاثة مستجدات رئيسية أولها المؤتمر الدولي بباريس بناء على مبادرة فرنسية جمع كل أطراف الأزمة وبحضور قوي لمصر وصدر عنه بيان ختامي متضمن خطوات الحل السياسي، وثانيها معركة درنة التي يخوضها الجيش الوطني الليبي باعتبارها أهم معاقل التنظيمات المتطرفة وبؤرة الإرهاب وما تحقق فيها من نجاحات في الأرض.

أما التطور الثالث، فأوضح الجمال، أنه يتمثل في البيان الصادر عن مجلس الأمن بشأن الوضع في ليبيا والذي أكد على تأييده لخطة عمل الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي، والاستعداد الجاد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتوحيد المؤسسات العسكرية والاقتصادية في البلد.

وثمّن النائب، جهود الرئيس  عبد الفتـاح السيسي، لإعادة مـصـر عربيا وخليجيا، وإزالة كل لبس أو سوء فهم، أو جمود وقطيعة شابت علاقات مـصـر مع أشقائها بالمنطقة، وكانت الجزائر هي المحطة الأولى لـ”عبد الفتـاح السيسي” في سلسلة زياراته الخارجية وذلك بعد توليه مهام منصبه.