لرفع حجم المبادلات التجارية… طريق الصحراء رهان الجزائر لولوج السوق الإفريقية

elmaouid

الجزائر- عاد الحديث عن مشروع الطريق العابر للصحراء الذي يعد أحد المشاريع الكبرى التي تراهن عليها الجزائر لولوج السوق الإفريقية التي تضم أكثر من سبعمائة مليون نسمة من الدول التي سترتبط بالطريق، وهي

تونس والنيجر وبوركينا فاسو ومالي ونيجيريا والبلدان المجاورة لها.

وتأتي الوجهة الأفريقية ضمن المخطط الاقتصادي الجديد الذي تبنته الحكومة في وقت سابق، لذلك دعت إلى عقد المنتدى الأفريقي الأول للاستثمار في ديسمبر 2016 بحضور ألفي رئيس مؤسسة ورجل أعمال يمثلون أربعين دولة إفريقية.

ورغم هذه الجهود إلا أن حجم المبادلات يبقى متواضعا، حيث أشارت إحصاءات المركز الوطني للإعلام الآلي والإحصاء التابع للجمارك الجزائرية إلى أن المبادلات التجارية الجزائرية مع الدول الأفريقية هي الأضعف، ولا تمثل سوى 1.5٪ من مجموع المبادلات التجارية الخارجية.

ويعتقد خبراء وسياسيون أن الانفتاح على السوق الإفريقية خطوة لا مناص منها، وقد تتيح فرصا واسعة لدعم اقتصاد البلد بعيدا عن النفط الآيل للزوال، ويعتبرون أن الطريق العابر للصحراء من المشاريع المهمة التي يمكن أن تسهم في هذا الانفتاح.

وتم الشروع في إنجاز الطريق العابر للصحراء عام 1960 على مسافة 9400 كلم، ويربط محوره الرئيسي الجزائر العاصمة بلاغوس النيجيرية مع عدة تفرعات تمتد إلى النيجر ومالي وتشاد وتونس.

وخصصت الجزائر نحو ثلاثة مليارات دولار لإنجاز حصتها من المشروع، حيث تراهن على هذا الطريق لربط موانئها في الشمال بالعمق الإفريقي.

ويقول عضو اللجنة المالية والميزانية في البرلمان سابقا. سالم دحيمي. في تصريح لموقع الجزيرة نت، إن من أهم ميزات المشروع أنه سيقلص مدة وصول البضائع القادمة من أوروبا وشمال إفريقيا إلى أسبوع واحد فقط بعد أن كانت تتطلب مدة أقلها شهر للوصول إلى العمق الأفريقي بالنقل البحري، مما يعني تكاليف أقل وسرعة في التسويق.

وبحسب دحيمي فإن الطريق مهم جدا للجزائر، حيث سيمر بوسطها، وقريب من كل الولايات، ويمكن من خلاله بناء تجمعات سكانية من مناطق الصحراء للقضاء على مشكلة العزلة، معبرا عن أسفه لتفريط الجزائر في القارة الأفريقية التي وصفها بـ”القارة البكر” إلا أنه أكد أن “جدوى المشروع تكون أقوى بإنشاء منطقة للتبادل التجاري الحر في ولاية تمنراست الحدودية، لتسهيل تصدير المنتجات الجزائرية التي لا تجد لها مكانا في أوروبا أو آسيا، لكن يمكن أن تجد لها مكانا بكل سهولة في السوق الإفريقية”.

من جهته، قلل الخبير الاقتصادي، كمال سي محمد، من أهمية المشروع، موضحا أن الكثير من الدول الأفريقية المتاخمة للجزائر ضعيفة الدخل، ولا تتحمل كلفة فواتير استيراد ضخمة، خاصة المواد المصنعة، باستثناء بعض الدول مثل نيجيريا وساحل العاج.