لجان مشتركة بين الطرفين الجزائري والفرنسي تعمل على هذا الملف…لا تراجع عن استرجاع جماجم الشهداء مهما تماطلت الجهات الفرنسية

elmaouid

الجزائر- أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني بسكيكدة بأن الجزائر “لن تتراجع أبدا عن موقفها لاسترجاع جماجم ورفات شهدائها من فرنسا لدفنها في أرض الوطن”.

وأوضح زيتوني خلال زيارة عمل وتفقد قام بها إلى هذه الولاية بأن هنالك اتصالا مع الجانب الفرنسي لاسترجاع جماجم الشهداء الموضوعة بمتحف باريس، وكذا رفات كل الشهداء، مضيفا بأن موقف الجزائر في هذا الشأن “واضح جدا وهي لن تتراجع عنه مهما تماطلت الجهات الفرنسية”.

وأشار الوزير إلى أن “لجانا مشتركة بين الطرفين الجزائري والفرنسي تعمل على هذا الملف وملفات أخرى على غرار ملفات كل من الأرشيف الوطني لدى فرنسا والتعويضات الخاصة بالتفجيرات النووية في الجنوب الجزائري وملف المفقودين إبان حرب التحرير الوطنية” معتبرا ذلك “نقطة سوداء في تاريخ فرنسا”.

من جهة أخرى، ذكر السيد زيتوني بأن وزارة المجاهدين هي حاليا بصدد إحصاء كل المعالم والمواقع التاريخية حول الثورة عبر التراب الوطني من أجل جردها وجعلها أرشيفا في متناول الأجيال الحالية والقادمة لتعريفهم بماضي أجدادهم المشرف.

كما ذكر بأن قطاع المجاهدين يولي عناية لجانب التكفل النفسي والاجتماعي بفئة المجاهدين من خلال إنجاز مراكز للراحة وقاعات العلاج.

وذكر وزير المجاهدين كذلك بأنه قد تم تجهيز كل المديريات التابعة للقطاع بوسائل سمعية-بصرية جد متطورة من أجل جمع المادة الخام من شهادات حية خاصة بالثورة التحريرية والحركة الوطنية لكتابة التاريخ على أسس صحيحة، مشددا على ضرورة توثيق كل المعلومات المستقاة من أرامل الشهداء والمجاهدين في أشرطة وثائقية وجعلها ضمن معارض متنقلة لفائدة طلبة الجامعات والثانويات والمدارس.

وذكر بأن زوار المتحف الوطني للمجاهد بالجزائر العاصمة قد بلغ عددهم سنة 2016 أزيد من 400 ألف زائر مقابل 35 ألف زائر سنة 2015 معتبرا ذلك أكبر دليل على الرغبة في معرفة تاريخ الكفاح المسلح من أجل استرجاع السيادة الوطنية.

وكان السيد زيتوني قد توجه في مستهل زيارته إلى مقبرة الشهداء ببلدية رمضان جمال حيث تم رفع العلم الوطني ووضع باقة من الزهور ترحما على أرواحهم الطاهرة.

وبالموقع نفسه استمع الوزير إلى شروح حول عملية ترميم هذه المقبرة التي تضم 700 شهيد والتي تطلبت غلافا ماليا قارب الـ50 مليون د.ج. كما قام بتسمية أحد أحياء وسط مدينة سكيكدة باسم الشهيدين الإخوة “أحمد ومختار ساكر”.

قبلها توجه الوزير إلى ملعب 20 أوت 1955 حيث وقف أمام الجرافة التي لا تزال تشهد على مجزرة ضحايا هجمات 20 أوت 1955 والتي استشهد فيها ما يقارب 6 آلاف من الجزائريين من رجال ونساء وأطفال.

كما أدى السيد زيتوني زيارة إلى أحد المجاهدين المعروف في الولاية الثانية التاريخية وذلك بمقر سكناه بوسط مدينة سكيكدة والمدعو حسان لعور قبل أن يشرف على افتتاح أشغال ندوة تاريخية حول الولاية الثانية التاريخية وعلى تكريم عدد من مجاهدي الولاية.

وقد زار الوزير كذلك متحف المجاهد الراحل العقيد علي كافي حيث طالب بفتح المتحف خارج الدوام الإداري للسماح لأكبر فئة من المواطنين بزيارته فضلا على ضرورة تخصيص جناح خاص بالعقيد علي كافي.