الجزائر- دعا المشاركون في المؤتمر الإسلامي العالمي للوحدة الإسلامية حول “مخاطر التصنيف والإقصاء” الذي عقد بمكة المكرمة، إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية بهدف إيجاد حل
عادل للمشكلات السياسية والتوترات البينية.
وقال مسؤول التوثيق والإعلام بالمجلس الإسلامي الأعلى، محمد بغدادي، إن العلماء والدعاة المشاركين في هذا المؤتمر الذي مثل فيه الجزائر رئيس المجلس بوعبد الله غلام الله، أشادوا بالتجربة الجزائرية في تجسيد المصالحة الوطنية.
وكان المؤتمر الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي بمشاركة نخبة متميزة من العلماء وقادة الرأي والفكر في العالم الإسلامي وبحضور 1200 شخصية من 127 دولة، دعا في بيانه الختامي، إلى “إيجاد حل عادل للمشكلات السياسية والتوترات البينية، وتفويت الفرص على القوى المتطرفة الراغبة في تأجيج الصراع بين المذاهب والطوائف الإسلامية، ومكافحة التعصب والانغلاق والتطرف والجهل، ورفض المشاريع الطائفية التي تمارس الإقصاء البغيض، وإلى الاستفادة من تجربة الجزائر في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي انتصرت بها على محاولات تمزيق وحدتها الوطنية والتأثير على وجدانها الإسلامي الوسطي المعتدل، حيث أعادت تلك العزيمة القوية والصادقة للجزائر وئامها وسلمها ووحدتها.
وعبر المؤتمرون عن رفضهم لظاهرة التهجم على رموز المذاهب الإسلامية ومنع التطاول على منتسبيها بالتكفير والتسفيه والامتهان والازدراء، وأكدوا على ضرورة جمع الطاقات وترميم الفجوات لمواجهة قوى التطرف والإرهاب والغلو الطائفي الذي أساء للإسلام بشعاراته المزيفة وأطروحاته الفاسدة في سياق جدليات عقيمة تحمل عليها أفكار مشبعة بالجهل والتخلف فضلا عن أجندة المصالح التي يعلمها الجميع.
ودعا المشاركون إلى دعم الجمعيات والمؤسسات الإعلامية والاجتماعية التي تعمل على تعزيز المشتركات الإسلامية وترسيخ القيم الوسطية، والشروع في إنشاء أو تفعيل المؤسسات الإسلامية الوحدوية وتطوير عملها لتحقيق التكامل الإسلامي في كافة المجالات الحيوية، مطالبين بتمكين كافة المكونات الدينية والمذهبية والثقافية من ممارسة شعائرها بحرية، واحترام خصوصياتها.
وأوصى المؤتمر بإنشاء لجنة جامعة تمثل المكونات الإسلامية المختلفة لصياغة ميثاق إسلامي شامل يتضمن قواعد الخلاف التي تحكم علاقة المسلمين، ويبين الأصول والثوابت المحكمة الجامعة لهم، ويحرر مواضع النزاع المهمة ويحيلها لأهل الاختصاص للدراسة والنظر وتقريب وجهات النظر فيها ما أمكن، وأن تتولى رابطة العالم الإسلامي تبني ذلك من خلال وثيقة إسلامية جامعة.