لتحسين معيشة المواطن خلال سنة 2018… هذه المشاريع ستحول عنابة إلى جوهرة الشرق

elmaouid

تحولت ولاية عنابة، منذ حلول السنة الجارية، إلى ورشة مفتوحة على مختلف الأشغال التي مست كل القطاعات التنموية، وعليه ستعرف أغلب البلديات تهيئة شاملة من شأنها أن تعيد التنمية الجوارية للمنطقة

وتحسين المستوى المعيشي للمواطن البسيط، إلى جانب توفير مناصب للشغل موزعة بين الدائمة والمؤقتة.

 

اطلاق مشروع تهيئة أقبية العمارات بعنابة لمواجهة الفيضانات

انطلقت، مؤخرا، عملية تهيئة أقبية العمارات وتنظيفها من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري بعنابة، حيث مست نحو 22 حيا بوسط مدينة عنابة وستوسع ذات الجهة نشاطها لتشمل بقية البلديات الكبرى منها البوني، برحال، الحجار وذراع الريش، وقد رصد للمشروع نحو 2 مليار سنتيم.

برنامج الاهتمام بالأقبية جاء على خلفية التسربات المائية الأخيرة التي أغرقت المنطقة في الفيضانات بعد تساقط الأمطار التي فضحت المشاريع الفاشلة التي حولت لمقاولات تلاعبت بالملايير دون تجسيد برامج التهيئة في آجالها المحددة، الأمر الذي أثار غضب سكان العمارات الذين طالبوا بضرورة تهيئة الأقبية وترميم الجدران الآيلة للسقوط، إلى جانب تطاير الأسقف. ولاحتواء غضب المواطنين، أطلق ديوان الترقية والتسيير العقاري بعنابة مشروع الإهتمام بانشغالات سكان هذه العمارات مع توفير كل المرافق الخاصة بهم لتسهيل عملية بناء تجمعات سكنية تتوفر على مقاييس عمرانية هامة.

من جهة أخرى، أكد ديوان الترقية والتسيير العقاري بعنابة أنه قدم إعذارات للمتقاعسين الذين بلغت نسبتهم نحو 41 بالمائة ولم يسددوا أجور الكراء، وهذه الديون زادت من متاعبهم، ما أخّر مشاريع تهيئة الأقبية التي تعود إلى سنة 2015. وقد توعد الديوان بمتابعة المتقاعسين أمام العدالة في حال عدم تسديد ديونهم العالقة.

 

التهيئة تشمل قطاع التجارة بعنابة مركز

مست عملية التهيئة في بداية السنة الجارية السوق المركزي بمدينة عنابة، حيث تم تهديم كل الخانات وإخلاء السوق من التجار إلى غاية الانتهاء من أشغال الترميم والتهيئة التي تتابعها مصالح بلدية عنابة، وقد رصدت غلاف مالي معتبر قدر بمليار و500 مليون سنتيم، حيث ستشمل عملية التهيئة كل الواجهات الداخلية والخارجية للسوق وتوسيع الفضاء الخاص ببيع الأسماك، وتحويلها إلى محور تجاري واقتصادي بامتياز باعتباره عصب الإستثمار بعنابة. وقد جندت مصالح البلدية العديد من الشاحنات والجرافات لإزالة الأتربة والجدران القديمة للسوق مع تعزيز النشاط الجواري لعمال البلدية لإنجاح العملية التي تستمر إلى غاية فيفري القادم وينشط بهذه السوق القديمة أكثر من 800 تاجر يزاولون نشاطهم اليومي.

وفي سياق متصل، أدرجت مصالح ولاية عنابة مخطط تهيئة الأسواق المنظمة بوسط المدينة منذ السنة الماضية، وذلك بتعليمة من الوالي محمد سلماني الذي دعا إلى محاربة الأسواق الفوضوية وتنظيم كل الخانات والمحلات مع ربطها بمختلف المرافق الضرورية، خاصة منها الكهرباء والغاز والماء الشروب. ولإنجاح مخطط الاستثمار في مرحلته الأولى والنهوض بالقطاع التجاري، تم إزالة الأوساخ والقاذورات، كما تم تجميع الباعة في خانات تجارية بطريقة قانونية.

وقد نصب الوالي لجنة خاصة لمتابعة مشروع تهيئة الأسواق بصفة منتظمة مع إعادة دراسة الوضع الحالي لهذه النقاط السوداء والأسواق الفوضوية منها سوق سيحول بمنطقة الطاباكوب واستغلال مكانه في مرافق أخرى، علما أن هذه السوق تعد مكسبا اقتصاديا حقيقيا للمنطقة، لكن إهمالها أدى إلى تدهور وضعيتها والتي من شأنها أن تساهم في تسجيل اختلال في مستوى الإنتاج المحلي.

ولاحتواء ملف الأسواق بعنابة، أفرجت الجهات المعنية عن خريطة جديدة ستعيد عملية توزيع الأسواق التي ستنجز قريبا بكل من الفخارين وحي النخيل وحي بنقلداش.

كما رصدت المصالح الولائية في وقت سابق نحو 39 مليار سنتيم لتهيئة وترميم الأسواق الفوضوية، كما خصص لمحل آخر بحي بلاص دارم 300 مليون دينار، ومحل الصفصاف بـ 90 مليون سنتيم. فيما رصد لمجمع الأكشاك ببوزراد حسين أكثر من 2 مليار سنتيم و600 مليون سنتيم والسوق الجواري لواد فرشة بأكثر من 830 مليون سنتيم، علما أن عملية التهيئة في شقها الأول شملت سوق وادي فرشة وستتواصل لتشمل كل الأسواق الأخرى اليومية والأسبوعية.

 

تهيئة الابتدائيات بعنابة وربطها بالتدفئة ضمن الورشات

سيتم ربط نحو 12 مدرسة بالتدفئة موزعة على مستوى بلديتي سرايدي وبرحال وذلك مع حلول موسم الشتاء، حيث وسعت المصالح الولائية من تدعيم كل المدارس خاصة تلك المتواجدة بالقرى المنعزلة بالتدفئة بالمازوت، منها التجمعات المدرسية

التي تقع في أعالي سرايدي وحتى شطايبي، في انتظار ربط هذه المناطق بالغاز الطبيعي والتي تتميز بتضاريسها الوعرة، ناهيك عن صعوبة توصيل غاز المدينة لهذه المناطق التي تعاني من هشاشة البنية التحتية، إلى جانب اهتراء الطرقات.

في سياق متصل، خصصت الجهات المحلية غلافا ماليا معتبرا قدر بـ 6 ملايير سنتيم تخص التهيئة الشاملة للمؤسسات التربوية، منها تبليط الساحات، إصلاح النوافذ وتهيئة الجدران لعدم تسرب مياه الأمطار، ناهيك عن تجديد عملية ربط الأقسام بالكهرباء. وقد ركز الوالي محمد سلماني في زيارته التفقدية التي قادته إلى المدارس بعنابة على ضرورة تدعيمها بالتدفئة لتوفير شروط التمدرس للتلاميذ خاصة في موسم الشتاء، والتقليص من معدل الغيابات التي تنعكس على المستوى الدراسي للمتمدرسين، وفيما يخص ملف المطاعم بعنابة الذي أخذ حصة الأسد من ميزانية الدولة، تم خلال السنة الجارية بناء نحو 10 مطاعم من أجل توفير وجبات ساخنة والقضاء على الوجبات الباردة مع التنوع في التغذية الصحية المدرسية التي تعتبر من الأولويات.

على صعيد آخر، استفادت التجمعات السكنية الجديدة على غرار القطب الحضري المندمج ذراع الريش والكاليتوسة من 9 مدارس وتجمعات مدرسية، بالإضافة إلى ثلاث ثانويات منها ثانويتين بذراع الريش، التي تعتبر مكسبا لولاية عنابة من حيث التخفيف على عنابة مركز من الضغط والفوضى التي تعيشها خلال السنوات الأخيرة منذ أن ضاقت بقاطنيها.

 

ملف التهيئة يمس مشاريع النقل بعنابة

استفادت مديرية النقل بعنابة في إطار برنامج التهيئة خلال بداية السنة الجديدة 2017 و2019 من عدة مشاريع طموحة وجهت لقطاع النقل على مستوى دوائر برحال، عين الباردة والبوني والحجار، بغلاف مالي يفوق 550 مليون دج، في انتظار تجسيد مشروع حظيرة توقف للسيارات بعدة طوابق.

وتدخل مثل هذه المشاريع التنموية لتغيير قطاع النقل الذي يعاني الفوضى وسوء التسيير، ومن شأن هذه البرامج التنموية أن تعزز القطاع الحضري في حال الإسراع في عملية انجاز هذه المشاريع الجوارية، وعليه فإن والي عنابة قد نصب لجنة خاصة لمتابعة ملف النقل شبه الحضري ببلديات عنابة بعد تنصيب المجلس الولائي وعقد جلسة عمل مع المنتخبين الذين تم انتخابهم مؤخرا لتدارس وضع كل بلدية.

 

استرجاع عشرات الهكتارات لبعث مشاريع التهيئة المتأخرة

استرجعت، مؤخرا، مصالح أملاك الدولة بعنابة أكثر من 20 هكتارا من الأراضي التي تم استغلالها من طرف الخواص وسكان المنطقة الذين فرضوا قوتهم على هذه العقارات رغم أنها تابعة لأملاك الدولة، إلا أن عملية السطو عليها كانت وراء إهمالها وتحويلها إلى مساحات للإسمنت وأخرى فتحت شهية مافيا العقار والذي وضعتهم المصالح الولائية في خانة المتابعة إلى غاية استكمال ملف تطهير الأراضي.

ومن المنتظر تحريك نشاط 7 مشاريع تخص قطاعات السكن، التجارة والصناعة خلال الأسابيع القادمة، بعد أن خصصت لها الجهات المعنية عقارات تم تسويتها بعد استرجاعها، أغلبها يخص المؤسسات المحلة والتي أعطت المصالح الولائية الوقت لها للاستثمار فيها.

وفي هذا السياق، سيدخل مخطط شغل الأراضي بعنابة في مرحلته الثانية قيد الأشغال، بعد الانتهاء من تجسيد الحصة الأولى لهذا المخطط الذي ساعد على إقامة مشاريع استثمارية تراعي احتياجات وخصوصية كل منطقة بعنابة من أجل حماية العقار من النهب والتلاعبات.

علما أن مخطط شغل الأراضي في بدايته شمل 7 بلديات كبرى بعنابة، كانت قد عرضت الجيوب العقارية الحضرية، التي تدخل في إطار مخططات شغل الأراضي على القطاع الخاص لتحويلها إلى مناطق استثمارية، وتقترح على الفاعلين في مختلف القطاعات التنموية المعروفة بالولاية أفكارا حول طبيعة المشاريع الاستثمارية التي ترغب في إقامتها، وتتمثل على وجه الخصوص في انجاز المشاريع التنموية المعطلة وأخرى متوقفة، علما أن هذا المخطط حرك نشاط 13 مشروعا في عهد الوالي السابق يوسف شرفة خاصة في مجال السكن، وبعد استرجاع أراضي الدولة تم تحويله السنة الجارية إلى قطاع مفتوح على البناء والإسكان.

على صعيد آخر، تعول عنابة كثيرا على مخطط شغل الأراضي في مرحلته الثانية من أجل تعزيز الاستثمار والتهيئة في مختلف القطاعات مع توفير مناصب شغل موزعة بين الدائمة والمؤقتة، مع محاربة ملف استنزاف الأراضي التي باتت من المشاكل الكبرى بالولاية.

وفي سياق متصل، ستكون عنابة سنة 2018 مفتوحة على تجسيد ثلاثة مشاريع تخص البيئة والمحافظة على المحيط، حيث كشف الوالي عن ضرورة استحداث عنابة نظيفة وتكون الأولى وطنيا، وستنظم مسابقة اختيار أحسن حي نموذجي وسيتم مكافأة من يجسد مخطط تطوير مستوى البيئة بولاية عنابة، إلى جانب ذلك سيتم بناء 12 مركزا صحيا بالقرى المجاورة والمداشر البعيدة التي تحتاج هي الأخرى لخريطة صحية تخرج السكان من التبعية للبلديات التي لا ينتمون لها.

كما ستفرج مديرية المناجم والصناعة عن 22 مشروعا يخص الربط بالغاز الطبيعي والكهرباء، وعليه ستبلغ خلال السنة القادمة نسبة التغطية بالغاز 80 بالمائة، و90 بالمائة بالكهرباء.

من جهة أخرى، رصدت المصالح الولائية مبلغا ماليا كبيرا لتدعيم البلديات ذات الميزانية الضعيفة لإستكمال المشاريع المجمدة خلال السنوات الماضية والتي تأخرت بسبب الإنسداد في بعض البلديات خلال العهدات السابقة، والتي عرفت سنة 2017 تجميد وتوقف عشرات المشاريع التي كانت ستضع حدا للبطالة.

وعلى صعيد آخر، ستتعزز عنابة بمشاريع تنموية كبرى في تهيئة الطرقات وتمديد الأرصفة بكل من بلديات الشرفة والعلمة، برحال، التريعات وغيرها من المناطق التي هي بحاجة إلى اهتمام من طرف الجهات المحلية. كما سيتم بناء 120 بئرا لمحاربة العطش وتوفير الماء للمواطنين وتفادي أزمة المياه التي عرفتها عنابة خلال السنة الجارية، كما سيتم استكمال مشروع تحلية المياه بالشعبية ببلدية سيدي عمار والذي سيرى النور خلال منتصف 2018، حيث سيتم توجيه المياه للسقي وبعض الإستعمالات الأخرى الخاصة بالمؤسسات الاقتصادية.

 

مشاريع الجزائر البيضاء وراء انتعاش برامج التهيئة بعنابة

استفاد، مؤخرا، نحو 88 بطالا بعنابة من مشروع الجزائر البيضاء موزعين على مستوى البلديات النائية، وسيساهمون في عملية تهيئة لإنجاز عدة مشاريع منها عملية الزبر وإزالة الأحراش من المقابر وكذلك المنتجعات الغابية والفلاحية التابعة للدولة، بالإضافة إلى تدعيم محافظة الغابات في رفع الأتربة وأغصان الأشجار التي التهمتها الحرائق خلال موسم الصيف الماضي. وحسب المصالح الولائية بعنابة، فإن الوالي محمد سلماني ركز كل اهتمامه على تعزيز مشروع الجزائر البيضاء للقضاء على البطالة باعتباره آلية جديدة لتوفير مناصب شغل موسمية في الوقت الراهن، وعليه أعطى المسؤول الأول على الولاية تعليمة لكل شركاء قطاع التنمية بعنابة بوضع مشروع الجزائر البيضاء بعين الاعتبار لإعطاء فرصة للشباب العاطل عن العمل للاستفادة من شغل مؤقت، إلى جانب تغيير الوجه القاتم للبلديات التي تعاني من التهميش والتأخر في التهيئة، وعليه، فإن توجيه البطالين وتكليفهم بمشاريع رفع القمامة والزبر وإزالة قنوات الصرف الصحي المهترئة واستبدالها بأخرى مكسب تنموي مهم لولاية عنابة.

وعلى صعيد آخر، استفاد خلال سنة 2017 نحو 300 شاب بطال من مشروع الجزائر البيضاء وجهت كلها لتهيئة وتنظيف الشواطئ وحمل القمامة والنفايات المنزلية التي شوهت المنظر العام للمدينة عنابة والمناطق الساحلية، وعليه تم رفع نسبة 56 بالمائة من هذه النفايات، الأمر الذي ساهم في نظافة المحيط وتحريك كل برامج التهيئة التي كانت متوقفة في وقت سابق.