اشتكى العشرات من سكان قرية هلتالة الشمالية التابعة إقليميا لبلدية الحمادية في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، من الظروف الصعبة التي يتمدرس فيها أبناؤهم بالنظر لبعد المؤسسة التربوية عن مقر سكنهم،
حيث يجد الأطفال أنفسهم مضطرين يوميا إلى قطع مسافة ثلاثة كيلومترات ذهابا وأيابا من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، مؤكدين أن الوضع يزداد سوءا خلال التقلبات الجوية، كما يجد الأطفال أنفسهم عرضة للحيوانات المفترسة.
أولياء التلاميذ من جهتهم عبروا عن خوفهم الكبير من هذا الوضع الذي انعكس سلبا على النتائج المدرسية لفلذات أكبادهم، مؤكدين في السياق ذاته أنهم باتوا يخافون على أبنائهم من الاختطاف الذي عرف انتشارا كبيرا خلال الآونة الأخيرة.
أولياء التلاميذ ناشدوا والي ولاية برج بوعريريج “الصالح العفاني”، الالتفات العاجل إليهم ورفع الغبن عن أبنائهم، من خلال تسجيل مشروع بناء مدرسة ابتدائية بالمنطقة، مؤكدين أنهم اتصلوا في عديد المرات بالمصالح المعنية التي ظلت تطلق الوعود التي ستظل مجرد حبر على ورق وحلما صعب المنال، وذلك بالرغم من توفر كافة الشروط لإنشاء مؤسسة تربوية بالمنطقة في مقدمتها التعداد البشري، وكذا توفر الوعاء العقاري اللازم، حيث تتوسط القرية هذه قطعة أرضية تابعة للدولة قسم 21 مج 298.
رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الحمادية “كمال بوهالي” أكد في رده على انشغال سكان القرية النائية على مشروعية مطلبهم، موضحا في السياق ذاته بأن الوقت الراهن والأوضاع المالية الصعبة التي يعرفها البلد حتمت على السلطات العليا تجميد أغلبية المشاريع التنموية والاكتفاء بالمهمة والضرورية منها فقط، خاصة وأن شروط إنشاء مدرسة جديدة يتطلب توفر العدد الكافي من التلاميذ لتسجيلها وفق الخريطة التربوية والتوزيع المناسب بحسب القطاع الجغرافي، مؤكدا بأن الحل الأوحد هو توفير النقل المدرسي مادام المطعم موجودا بالمدرسة الابتدائية الأم ويقدم وجبات ساخنة للمتمدرسين، مضيفا بأن المصالح البلدية لن يكون لديها مانع إن عملت السلطات الوصية على تسجيل مشروع مدرسة ابتدائية لسكان المنطقة شريطة أن لا يتسبب ذلك في إغلاق المدرسة الأم.