تقدم وزير الخارجية اللبناني،” ناصيف حتي”، باستقالته لرئيس الوزراء، حسان دياب، وأصدر بيانا شرح فيه أسباب استقالته مشيرا إلى أنه “لن يساوم على مبادئه وقناعاته وضميره من أجل أي مركز أو سلطة”.
وقالت مصادر لوكالة رويترز، الاثنين، إن “حتي” يشعر بـ”خيبة أمل لتهميشه”.ونشرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، الاثنين، بيانا مطولا لحتي بعد تقديم استقالته، قال فيه إن “الواقع أجهض جنين الأمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة”.وأكد الوزير المستقيل أن لبنان “ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة”.وأشار إلى أنه لم يكن قادرا على أداء مهامه، وأن هنالك غيابا للرؤية في لبنان، وأنه لا إرادة فاعلة في “تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به المجتمع الوطني ويدعو المجتمع الدولي للقيام به”.وختم بأن في لبنان “أرباب عمل ومصالح متناقضة، إن لم يجتمعوا حول مصلحة الشعب اللبناني وإنقاذه، فإن المركب سيغرق بالجميع”.في سياق متصل، هاجم زعيم تيار المستقبل اللبناني، رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، خليفته دياب، بسبب تصريحات الأخير ضد وزير خارجية فرنسا.
وقال الحريري خلال حديث لصحفيين، إن اتهام دياب لوزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، بأن معلوماته عن خطط حكومته للإصلاح الاقتصادي في لبنان “منقوصة”، أمر غير مقبول.وأضاف: “لا أفهم إلى أين يأخذنا الرئيس دياب بهذه الدبلوماسية تجاه أصدقائنا، فكيف يصرح رئيس حكومة تجاه دولة صديقة يعتبرونها في لبنان الأم الحنون؟”.
بدوره، اتهم الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، دياب بأنه مصاب بفقدان للذاكرة، ويجب تغييره.وقال جنبلاط في تصريحات لصحيفة “لوريون لوجور” اللبنانية الناطقة بالفرنسية، إن تغيير دياب يجب أن يتم نظرا للوضع الخطير الذي وصل إليه لبنان.وتابع مشيرا إلى حزب الله دون تسميته، إن الجهات الراعية لهذه الحكومة يجب أن ترى وضع لبنان الذي أوصله دياب له.وأطلق جنبلاط وصف “حكومة الذئب” على حكومة حسان دياب، التي تواجه مصاعب حقيقية في تخطي الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.سمير جعجع، متزعم حزب “القوات اللبنانية” انضم للسياسيين الرافضين لتصريحات دياب، إذ غرد عبر “تويتر”: “ليس مقبولا من أحد أن يعكِّر علاقة لبنان التاريخية بفرنسا”.
وتابع: “فرنسا كانت دائما وفي كل الظروف والمصاعب والتحديات إلى جانب لبنان. فليس هكذا نكافئ من دعم ويدعم لبنان”.ويعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية تمر عليه منذ عقود، شهدت انخفاضا كبيرا في قيمة الليرة، وتضخما هائلا زج بنحو نصف السكان في الفقر.