أنا قارئة وفية لـ “الموعد اليومي” وبالأخص لصفحة “زاوية خاصة”، سأنهي هذا الموسم دراستي الجامعية وعمري 25 سنة. تعرفت مؤخرا على شاب يكبرني بـ15 سنة، يعمل تاجرا حرا وله كل الإمكانات المادية التي
تمكنه من توفير كل متطلبات الحياة. وقد عرض عليّ الزواج على سنة الله ورسوله. وهنا وجدتني حائرة سيدتي الفاضلة. فأنا لم أرض به زوجا لأنه لا يتوفر على المواصفات التي حلمت بتوفرها في شريك الحياة لكنني قبلت به لثرائه، خاصة وأنني عشت وسط عائلة بسيطة لم تتمكن من توفير كل متطلبات الحياة لأفرادها، وكان والدي هو المعيل الوحيد لنا، وقبولي به زوجا هو لأجل المادة. فأنا لم أحبّه بصدق ولا يحمل المواصفات التي رغبت في توفرها بفارس أحلامي ورغم ذلك أرغب في إكمال حياتي معه للسبب المذكور سلفا. لكنني لا أرغب في إتمام الزواج الآن فأنا غير قادرة على بناء أسرة حاليا، وأيضا والدتي ترفض زواجي من هذا الرجل كونه يكبرني سنا وأيضا له علاقات مشبوهة مع نساء أخريات وعدني بتركهن جميعا بمجرد زواجه مني.
لذا لجأت إليك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في اتخاذ القرار الصائب.
الحائرة: إكرام من العاصمة
الرد:
المتمعّن في محتوى مشكلتك يتضح له أنك مخطئة في تقديرك للزواج، لأن هذا الأخير ليس مبنيا على الجانب المادي فقط، بل هو رباط مقدس بين طرفين، مبني على التفاهم والرضا. ويبدو عزيزتي إكرام أنك ضربت كل هذه المعاني عرض الحائط وأردت أن تحسّني ظروفك المادية من خلال ارتباطك بهذا الشخص الثري الذي استطاع إقناعك بالارتباط به رغم عدم رضاك به وعدم حبّك له لأنه، كما ذكرتِ، لا يتوفر على المواصفات التي ترضيك وضربت عرض الحائط رفض والدتك لهذا الزواج لأنها لم ترض لك الفشل في حياتك الزوجية ورأت أنك تغامرين بنفسك في مسألة مصيرية أخذتها من وجهة ضيقة وهي تتنافى وشريعتنا الإسلامية التي تحث على توفر الدين والخُلق في الزوج. وأنت عزيزتي إكرام تسرّعت في هذا الأمر ولم تفكري فيه بالإيجاب. ووالدتك لها الحق في مطلبها لأنها تريد مصلحتك.
ولذا عليك ألا تستمري مع هذا الشخص ما دمت لا تحبينه وتريدين الزواج منه من أجل المادة. فمصير هذا الزواج سيكون الفشل، وأظن أن هذا الشخص يتفنّن في اصطياد الفتيات بماله بدليل أن له عدة علاقات مع نساء أخريات غيرك، وأكيد هنّ أيضا وعدهن بالزواج.
فاحذري من هذا الصنف من الرجال ومن الوقوع في الحرام من أجل تحسين أوضاعك الاجتماعية، وارضي بحالك كما هي، وأظنها أفضل مما ترغبين فيه، لأن ما تفكرين فيه سيجلب لك المتاعب.. فحذار..