ستكون الجزائر حاضرة بفيلم “تحت الجلد” للمخرجة مريم مسراوة في “مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (لا موسترا)” المقرر من 2 ـ 12 سبتمبر المقبل في دورته الـ77.
بات مؤكّداً أنّ دورة 2020 ستكون أقلّ قوّة، بعد تأجيل موعدها السنوي بسبب تفشّي “كورونا”، مقارنةً بأعوامٍ سابقة. لكنّ الآمال المعقودة عليها لا تنحصر في مجرّد إقامة دورة ناجحة وآمنة، بل أساساً في إيصالها رسائل أمل وتفاؤل واطمئنان، تُساهم في إعادة ثقة الجمهور في التردّد مُجدّداً على دور العرض.
وخلافاً للمعهود في الأعوام الـ11 الماضية، أي منذ عام 2009، تُفتَتح الدورة الـ77 بالفيلم الإيطالي “روابط” لدانييلي لوكيتي (خارج المسابقة): دراما اجتماعية تدور في إيطاليا في ثمانينيات القرن الـ20. ومقارنةً بدورات سابقة أيضاً، سيغيب الإنتاج الهوليوودي الغزير، باستثناء “البدوية” للصينية كلوي زهاو (فيلم طريق) و”العالم الآتي” للنرويجية مونا فاستفولد (دراما نفسية تدور في القرن الـ19 على الساحل الشرقي الأمريكي). كما تغيب المنصّة الأمريكية “نتفليكس”.
للمرّة الأولى، اختيرت 8 أفلام لمخرجات من العالم، من أصل 18 فيلماً تُشارك كلّها في المسابقة. رغم هذا، أكّد باربيرا أنّ الأفلام اختيرت بناءً على مستواها الفنيّ، وليس لنظام المُحاصصة، الذي يرفضه، أي دور في ذلك.
وللمرّة الأولى أيضاً، يحضر الإيراني مجيد مجيدي بـ “أطفال الشمس”، أو “الشمس”. المعروض في الدورة الملغاة (أفريل 2020) لـ “مهرجان فجر السينمائي الدولي”، ورغم هذا فاز بـ3 جوائز في فئات أفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل تصميم مناظر. وفي “فينيسيا” سيكون عرضه العالمي الأول.
ومن أبرز ما سيُعرض خارج المسابقة الرسمية، فيلم الدراما الاجتماعية “حبّ بعد حبّ” للصينية آن هوي، التي ستُتوَّج هذا العام بالأسد الذهبي التكريمي، مع الممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتن، تقديراً لمسيرتهما السينمائية.
في “أفلام قصيرة خارج المسابقة”، يُعرض للإسباني بيدرو ألمودوفار “صوتي بشري” (30 د.، تمثيل تيلدا سوينتن)، عن مسرحية لجان كوكتو: مونولوغ على الهاتف مع امرأة تتحدّث مع حبيبها السابق، الذي يُخبرها عن مشروع زواجه؛ وللإيطالي لوكا غوادانينو، “زهور، زهور، زهور!”: تجربة شخصية للمخرج، يلتقي خلالها مع أصدقائه القدامى في صقلية لمناقشة الوضع الراهن.
اللافت للانتباه أنّ المخرج الفيليبّيني لاف دياز، الفائز بالأسد الذهبي قبل 4 أعوام عن “المرأة التي غادرت” (2016)، يُشارك بـ”العرق والحيوانات” في التظاهرة المُوازية “آفاق”، لا في المسابقة الرسمية. وقياساً إلى أفلامه السابقة، يُعتبر جديده هذا قصيراً نسبياً، إذْ تبلغ مدّته 150 دقيقة (بالأسود والأبيض، كمعظم أفلامه).
وثلاثة أفلام عربية تُشارك في التظاهرة نفسها، إلى جانب 15 فيلماً آخرا: “الرجل الذي باع جلده” للتونسية كوثر بن هنية، عن سوري يهرب إلى لبنان من جحيم الحرب، على أمل اللقاء بحبيبته في باريس في نهاية المطاف (تمثيل مونيكا بيلّوتشي)؛ و”زنقة كونتاكت” للمغربي إسماعيل العراقي، عن حادث سيارة في الدار البيضاء يُسفر عن علاقة عاطفية بين شاب وشابة، يجمعهما حبّ موسيقى الـ”روك”؛ و”غزّة حبيبتي” للفلسطينيَّين طرزان وعرب ناصر، عن صيّاد عجوز يُغرم بامرأة، ويقرّر مُصارحتها بحبّه، وإخبارها عن كنز عثر عليه مؤخّراً.
في قسم الأفلام القصيرة في التظاهرة نفسها، هناك “تحت الجلد” للجزائرية مريم مسراوة. ومن العروض العالمية في “أسبوع النقّاد”، هناك 7 أفلام هي الأولى لمخرجيها: الوثائقي “عائلة روسيلّيني” لأليساندرو روسيلّيني، أكبر أحفاد المخرج الإيطالي روبيرتو روسيلّيني، يتناول حياة أبنائه في إطار سمعة الأب وتربيته؛ وفيلمان عربيان: “200 متر” للفلسطيني أمين نايفة، عن أبّ يعلق بسبب الجدار العازل، ويعجز عن الذهاب إلى المستشفى لرؤية ابنه؛ و”سيجار العسل” للفرنسية الجزائرية الأصل كمير عينوز، عن سلمى البورجوازية المُراهقة التي تلتقي جوليان في الجامعة، فيغيّر نظرتها إلى حياتها وتقاليدها المعتادة.
يُذكر أنّه قبل يوم واحد على الافتتاح الرسمي، سيُعرض فيلمٌ وثائقيّ بعنوان “ترتيب الأشياء”، أنجزه الإيطالي أندريا سيغري، الذي صوّره بكامله في مدينة “فينيسيا (البندقية)” أثناء فترة الإغلاق والحجر المنزلي بسبب تفشّي وباء “كورونا” منذ مطلع العام الجاري.
ب/ص