يشتكي سكان بلدية هراوة الواقعة شرق العاصمة جملة من المشاكل التي عكرت صفو حياتهم اليومية، مؤكدين أنهم بأمس الحاجة إلى التفاتة من السلطات المحلية لأجل برمجة مشاريع تنموية تنتشل منطقتهم من الركود الذي لازمها منذ عقود رغم قربها من وسط العاصمة، داعين في معرض شكواهم إلى العمل على إيجاد حل لمشكل قنوات الصرف الصحي التي باتت تشكل هاجسا بالنسبة لهم يزيد وقعه بمجرد نزول قطرات المياه لما تسببه من مشاكل للمارة. كما يشتكي السكان من عدم تزويدهم بالغاز، فضلا عن مشكل الإنارة العمومية، والاكتظاظ الذي تشهده إكماليات وابتدائيات الحي، زد على ذلك فوضى النقل وحرمان السكان من سهولة التنقل نحو وجهاتهم، إذ كثيرا ما يضطر السكان إلى التخلي عن قضاء حوائجهم بسبب هذا الخلل الذي يمتد ليحرم خاصة الفتيات من كثير من الطموحات.
أعرب سكان بلدية هراوة عن امتعاضهم للنقائص الكثيرة التي لازالت تفرض على حياتهم في ظل عدم جدية المسؤولين المحليين في اتخاذ قراراتهم المتعلقة بإنعاش المنطقة على غرار حرمانهم من غاز المدينة، فعدم تزويد السكان بهذه المادة زاد من معاناتهم اليومية، وذلك منذ فترة طويلة، داعين إلى ضرورة التعجيل في ربط أحيائهم السكنية بغاز المدينة سيما وأنهم يضطرون في كل فترة إلى الاستعانة بقارورات غاز البوتان من أجل تلبية حاجتهم المتزايدة لهذه المادة، الأمر الذي كلفهم أعباء ومصاريف إضافية هم في غنى عنها خاصة بالنسبة للعائلات محدودة الدخل والتي أفرغت هذه الطلبات المتزايدة جيوبها. كما أن عناء إيصال هذه القارورات إلى مقر سكناهم زاد من استيائهم وتعبهم.
وجدد السكان مطلبهم المتعلق بالتخلص من المياه القذرة المتدفقة في الأرجاء خاصة على مستوى حي البرايدية الذي قاسى كثيرا لافتقاره لشبكات الصرف الصحي، سيما وأن آلاف العائلات كانت تتخلّص من المياه القذرة بطريقة عشوائية فاتحة المجال أمام انتشار الأمراض والأوبئة وكذا الاعتداء على المحيط والبيئة خاصة بفعل الروائح الكريهة، واستعجال تجسيد المشروع الذي تم الافراج عنه مؤخرا على الاقل لتمكين عديد العائلات من الالتحاق بسكناتهم بعدما اشترطوا ربطها بقنوات صرف المياه المستعملة، ضف اليها تجسيد مشروع تجديد شبكة الإنارة العمومية الذي تم الافراج عنه أيضا.
كما لم ينسوا التنويه بمعاناة انعدام التهيئة الحضرية، وبالتحديد ما يتعلق بالطرقات التي تعرف حالة جد متقدمة من التدهور، حيث عبّر السكان عن تأسفهم من عدم تحرك السلطات المعنية للوقوف عند النقائص التي يعيشونها، خاصة وأنهم قاموا في العديد من المناسبات برفع شكاوى للمجلس البلدي، من أجل إعادة تهيئة الطرقات التي هي غير صالحة للسير بالنظر إلى الحفر والمطبات التي تتحول إلى برك مائية في فصل الشتاء، ما يجعل اجتيازها أمرا صعبا على المارة وأصحاب السيارات على حد سواء، إذ تتعرض إلى أعطاب جراء الحفر المنتشرة هنا وهناك، كما أضافوا إلى جملة شكاويهم مشكل النقل الذي أصبح بمثابة هاجس يؤرّق حياتهم، في ظل غياب موقف خاص بالحي، الأمر الذي يضطرهم إلى الالتحاق بموقف في حي آخر بعد قطع مسافة طويلة وبشق الأنفس، لبلوغ الموقف بغرض الالتحاق بمقاصدهم، وهو ما حوّل عملية التنقل من نعمة إلى نقمة، مؤكدين أنّهم يضطرون إلى الوقوف لساعات طويلة في انتظار الحافلات القادمة من المحطات المجاورة، والتي لا تتوقف أحيانا لنقلهم.
إسراء. أ