أراني …
وقد وقفت على تلتي
على مشارف ضاحية
حيث تتناثر الأشياء ..
وتنتظم الأشياء
حيث دفئ انتصارات من مروا
وفي زاوية الثواني
تنام رعشة المستحيل ..
كطفل صغير .
هو ذا جو الحزن الثقيل
بعد أن تابت الأوجاع فتمرد الهوى
المنمق.. في بذور أرواحنا
ورفرفت رايات الأسى
المرفوعة بنواصينا وصرخ الندم
متمتما في السر ومعلنا
ثورة همجية باسم الضمير
أنا ذا ألبس الحرف ريشته
وأخط بوحا جديدا يتجاوز العادات
ينسى نسخ الفصول
يعبر أشواك المرج حافيا..
يلتحف برد الشتاءات بعيدا
عن ملاءات الحرير
حرفي سلطان جال دهرا
دون أن يرسم مملكة ..
دون أن يصنع علما.. دون أن يؤلف نشيدا
سلبوه مداده… مداه.. قافيته
.. إلا اسم الأمير
لم يبق من مملكتي ..
إلا شبر وقبر وذكريات لم تزل
تتعلق بحمى الماضي التعيس
تقف هنا.. تقف هناك
وما وراء الهناك.. وسط الأفلاك
تتوقف.. رافضة المسير
لم يبق من مملكتي ..
غير بلاط دون حاشية
غير فوانيس تبدلت ملامحها
ومرايا قديمة
شوهت صورة المار بأروقتي
وفي غرفتي ستائر رثة
رفرفت تراقص الريح عبثا
وفي باحاتي.. لم يبق
إلا زوج حمائم وفية.. ونافورة
أندلسية صمتت عن الخرير
لم يبق من مملكتي ..
إلا أبراج تنحتها الطبيعة
تسكنها الأشباح.. تملأها
بطقطقات شمعدان هارب من الفوضى
وتهمس بألف لغة ..
بين كل زفير وزفير
بقلم: علالي أحمد…سلطان الجزائري/ النعامة