لا تلعنوا كورونا

 لا تلعنوا كورونا

– نعم لا تلعنوا كورونا فلقد أعاد هذا الوباء الفتاك البشرية كلها إلى إنسانيتها، إلى آدميتها، إلى خالقها، إلى أخلاقها.  ويكفيه فخرا أنه أغلق جميع الملاهي ونوادي المجون والرقص والقمار ودور الدعارة، يكفيه فخراً أنه جمع العائلات ثانية في بيوتها بعد طول تفرق وفراق .

– يكفيه أنه دفع جميع المؤسسات الصحية الكبرى إلى الإقرار بأن تناول كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير علاوة على شرب الدم وبيع وأكل والاتجار بالحيوانات المريضة والميتة مصيبة المصائب الصحية وبلاء على كل من يفعل ذلك.

– يكفيه فخراً أنه علم البشرية كيف تعطس، كيف تسعل، كيف تتثاءب كما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل 1443 عاما.

– يكفيه أنه حول ثلث الإنفاق العسكري حول العالم إلى المجالات الصحية بدلا من العسكرية.

– يكفيه أنه قلل إلى أدنى مستوى معروف من سموم المصانع التي لوثت أجواء الأرض، وقتلت غاباتها ولوثت بحارها ومحيطاتها ،وأذابت جليد قطبيها، وغيرت مناخها، وسعت ثقب الأوزون في سمائها وأماتت الأحياء حول الكرة الأرضية وأصابتها بمقتل.

– يكفيه فخرا أنه حدّ من مظاهر الشرك بالله، وبدع الاستعانة بخلقه، وضلالات التبرك بمخلوقاته من دونه سبحانه وصار الكل يجأر بالدعاء إليه متذللا له وحده من دون شريك بين يديه.

– إن ما تعيشه البشرية حاليا يشبه أجواء الحرب العالمية الأولى وانتشار الأنفلونزا الإسبانية حين طغى الإنسان وتجبر وظن نفسه أنه قد خرق الأرض وبلغ الجبال طولا فكان لزاما أن يؤدب..اليوم فقط أدركنا عمليا كيف يمكن للبلاء الرباني وبأضعف جندي من جنده أن يكون خيرا للبشرية لا شرا لها .. فلا تلعنوا كورونا لأن البشرية بعده لن تكون كما كانت قبله إطلاقا