لا تكن بطالا

لا تكن بطالا

مهما كان سبب البطالة، فإن الإسلام ينظر إليها نظرة سلبية، ويرفض الاستسلام لها، أو القعود دون عمل، عن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل مِن عمل يده” رواه البخاري. فقد أنكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم على من جاء مُسْتَعْطِيًا وهو جَلْدٌ قويٌّ قادرٌ على الكسب: جاء رجلانٍ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوداع وهو يُقسِّم الصدقة، فسألاه منها، فرفع فيهما البصر وخفضه، فرآهما جَلْدينِ، فقال: “إن شئتما أعطيتكما، ولا حظَّ فيها لغنيٍّ، ولا لقوي مكتسب” رواه أبو داود بسند صحيح. وقال صلى الله عليه وسلم: “لأَن يأخُذَ أحدُكم حبلَه فيأتي الجبل فيجيء بحزمةِ الحطب على ظهره، فيبيعها فيكفَّ الله بها وجهه – خيرٌ له من أن يسأل الناس أعطَوه أو منعُوه” رواه البخاري. وقال عمر رضي الله عنه: “إني لأرى الرجل يُعجِبني، فأقول: هل له حرفةٌ؟ فإن قالوا: لا، سقط من عيني”. يقول الراغبُ الأصفهاني: “مَن تعطَّل وتبطَّل، انسلخ من الإنسانية، بل من الحيوانية، وصار من جنس الموتى، ومَن تعوَّد الكسل ومال إلى الراحة، فقدَ الراحة، وقد قيل: إن أردت ألا تَتْعَبَ، فاتعبْ؛ لئلا تتعب”. وقال لقمان الحكيم لابنِه: “يا بُنَي، استعِنْ بالكسب الحلال؛ فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقةٌ في دينه، وضعفٌ في عقله، وذَهابُ مروءته، وأعظم من ذلك استخفافُ الناس به”. هكذا عظَّم الإسلام من شأن العمل والعاملين، وقلَّل مِن شأن البطالة والمتبطلين؛ لذا على الفرد العمل بنصائح غالية لاكتساب الأعمال والمحافظة عليها:

  • زاوِلْ عملًا اقتصاديًّا مهما كنت غنيًّا، وأقدِمْ على العمل الحر مهما كان ضئيلًا.
  • احرِصْ كل الحرص على أداء مهنتك من حيث الإجادة والإتقان، وعدم الغش، وضبط الموعد.
  • طوِّر مواهبك وقدراتك عن طريق الدورات التدريبية.
  • تابعِ التطور التقني والتكنولوجي في مهنتك وتخصصك؛ لئلَّا يسبقَك الزمن.
  • تحرَّ متطلبات السوق واعمَلْ على تلبية حاجته.
  • كن مبدعًا في عملك ومهنتك، ودائمًا أطلِقْ لفكرك العنان.

موقع إسلام أون لاين