لا تسأليني

لا تسأليني

تهزني أعماقك حين تطلبين مني أن أترفق بك…

أنت أقوى من أن تسأليني أن أكون معك رحيما

في الحب هناك احتلال كامل….

لا فرق حبيبتي بين الكف والزند…

ولا الشفاه والخد..

لا فرق في الحب.. بين احتياجك

وأعشقك…

وأشتهيك….

وأحبك….

الحب أن أعيشك كاملة….

كجملة مفيدة …

مبتدأ وخبر….

فعل وفاعل ومفعول وصفة وحال

وبعض الأشياء المضافة وشبه المضافة

لا يستقيم معنى الحب بشروط

ولا بمحددات مسبقة….

فقط عليه أن يزحف إلى الأعماق

محترما كل المسافات…

وكل الفروق…

والأضواء…..

عليه أن يراعي الوقت….

وأنا لن أرهقك…

لن ألغيك، لن أحتلك كمستعمر تقليدي….

سأحتلك بتحضر….

وسأمنحك شيئا من الديمقراطية في التعبير عن رأيك

لأنه يهمني جدا….

أن أسمع أعماقك

أن أصغي إلى أصواتك من الداخل…

ووجعك من الداخل

وألمك من جذوره…..

أنا…..

حتى لو كان الأمر تقليديا …

لن أكون معك إلا كما تشتهين

وكما تتمنين وكما ترغبين…..

وسأقطع معك ما بين الضفتين خطوة خطوة ….

أنا مثلك أخاف سرعة الضوء وسرعة الرصاصة…

أنا مثلك أحب أن أغترف الحب كنخب أول الميلاد

كنخب ليلة رأس السنة….

رشفة رشفة….

وأعيشه رجفة رجفة…

أنا مثلك في الحب إنساني …

أحب أن تكوني لي بلا استثناء

حتى دقائق الأشياء….

من أخبارك الصباحية…

وتسريحة شعرك….

ولون أهداب عينيك….

كل شيء يصبح مهما …

ما دمت مهمة إلى هذا البعد الخرافي

وإلى هذا التيه الأسطوري

وإلى هذه اللحظة المهووسة بك..

ثقي بي….

أنا لست مستعجلا أن أعيش حبك كاملا …

لست متلهفا للوسائد والأسرّة

والأحضان المدججة بالرعب …

لست متربصا بشفتيك ككل العشاق…

أنا لا أراك إلا زجاجة عطر…

لا يقبل رحيقها القسمة

ولا التنوع….

ولا التداخل…..

ولا الامتداد إلا بأنفاسي

كذوق

فلا تخافي..

 

عبد المالك بدرة/قسنطينة