لا تحقرن من المعروف شيئًا

لا تحقرن من المعروف شيئًا

نقف وقفة بسيطة نستضيء فيها بنور آيتين من كتاب الله طالما سمعناها تتلى علينا، وطالما قرأناها، ولكن البعض منا لم يقف عندها ليتأمل، أو يتفكر ويتدبر. يقول سبحانه: ” فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ” الزلزلة 7-8. وفي موطأ مالك أن مسكينًا استطعم عائشة رضي الله عنها وبين يديها عنب فقالت لإنسان عندها: خذ حبة فأعطه إياها، فجعل ينظر إليها ويعجب فقالت رضي الله عنها الفقيهة العالمة: “كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة؟”.

قال صلي الله عليه وسلم: “لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق” رواه مسلم، وقال صلي الله عليه وسلم: ” بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق فأخّره، فشكر الله له، فغفر له” رواه البخاري. وهذا الفعل وإن كان قليلاً لكنه لا يضيع عند الله، وهو من محاسن الأعمال، ففي الحديث: أنه صلي الله عليه وسلم قال: “عُرضت عليّ أعمال أمتي حَسَنُها وسيئُها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق” رواه مسلم.

قال صلى الله عليه وسلم: “إن رجلاً لم يعمل خيرًا قط غير أنه إذا جاء عمّاله يأخذون الأموال من الناس ووجدوا معسرًا قال: تجاوزوا عنه علّ الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه” رواه البخاري، ويقول صلي الله عليه وسلم: ” بينما كلب يُطيف بِرَكيّة قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغيّ من بغايا بني إسرائيل فنزعت مُوقها ، فاستقت له به، فسقته إياه، فَغُفر لها به” رواه البخاري. فلا يحتقر المسلم أي معروف ولو كان يسيرًا، فتمشي في حاجة أخيك، تُنظر معسرًا، تُيسّر على إنسانٍ أمرًا من أمور حياته، أو تشفع له شفاعة لا تضر بها أحدً، أشياءً كثيرة من هذا القبيل لا حصر لها.