لا تحزني

 لا تحزني

 

إلى من لم يأتِها الله برزقها في الزواج: لا تحزني، وعيشي عمركِ أجمل من العمر الذي سبق. ولِمَ الحزن؟ وهذه مقادير رب العالمين أرحم الراحمين، وربما يكون في التأخير خير وسعادة بإذن الله.

فاشغلي نفسكِ بما يحبه الله ويرضاه، ادرسي، أنجزي أعمالًا طيبة ربما لم تكوني لتنجزيها لو كنتِ متزوجة؛ وفي هذا تدركين رحمة الله بكِ وحكمته. وإياك أن تقارني نفسكِ بأخرى؛ فأنتِ لكِ كِيانكِ وشخصيتكِ التي ميزكِ الله بها، فقولي لنفسكِ: يا رب، ساعدني لأنجح في هذا الامتحان يا أرحم الراحمين.

اعتبري تأخر الزواج اختبارًا، واصبري واحتسبي، ومع ذلك اشغلي نفسكِ بالطاعة؛ حتى لا تشغلك بالمعصية. تعلمي وتفنني وأتقني كل ما هو مشروع ومتاح لكِ بحسب إمكانياتكِ، وتأكدي أن رزقكِ مكتوب عند الله.

ولا تكوني كبعض الفتيات عندما تسألهن إحدى النساء: ألم يأتكِ عروس؟ تقول خجِلة في يأس: كلا، بل ثقي بالله، وانطقي بثقة وأدب أن ذلك لم يقدر لكِ بعد، و” إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ” يس: 82.

ولا يغرنكِ كثرة من تزوجن حولكِ؛ فأنتِ لا تعلمين حال كثير منهن بعد الزواج، فربما هن في امتحان آخر وأنتِ لا تعلمين. أنتِ حين لم يرزقكِ الله زوجًا، هذا يعني أن ذلك لم يقدر لكِ حتى الآن، والله أحكم وأعلم بحالكِ منكِ؛ لهذا لا تشغلي نفسكِ بالرزق، بل اشغلي نفسكِ بطاعة الرزاق.

وأكثري من الدعوات لنفسكِ بالزوج الصالح، لا تقولي: “زوج” فقط، فربما يأتيكِ زوج لا يقدركِ ولا يفهمكِ؛ لهذا إذا دعوتِ الله، فادعي الله بدعوة طيبة، قولي: “الزوج الصالح والذرية الصالحة”.