لإيقاف زحف رمال البحر بجيجل… المحافظة الوطنية للساحل تشرع في زراعة بذرة البحر

لإيقاف زحف رمال البحر بجيجل… المحافظة الوطنية للساحل تشرع في زراعة بذرة البحر

شرعت المحافظة الوطنية للساحل بولاية جيجل في زراعة بذرة البحر بمنطقة كيسير على مستوى المشتلة الإدارية للمحافظة. وقد أفادت مصادر عليمة أن هذه النبتة تستعمل لوقف تقدم رمال البحر، إضافة إلى كونها ذات قيمة تجارية عالية، وهذا باستخلاص زيوت طبيعية من أزهارها لاستعمالها في التزيين وصناعة العطور، مع وجود إمكانية استغلال أغصانها وأوراقها كمبيدات طبيعية، والتي تمتاز بجودتها العالية، ويعتبر هذا النبات من نباتات منطقة سواحل ولاية جيجل، التي كانت متواجدة بكثرة عبر مختلف شواطئها شرقا وغربا، إضافة إلى كونها  سدا منيعا لصد الرياح التي تدفع برمال البحر باتجاه الطريق.

ومن الأسباب التي أثرت على هذه النبتة، وأدت إلى فقدانها من شواطئنا، هي الإعتداءات المتكررة على شواطئ البحر، والتدخلات البشرية الفوضوية التي أدت في الوقت الحالي إلى التهديد بانقراضها نهائيا، عملية بذر نبتة زئبق البحر تعتبر ثمرة نجاح تجربة إنباتها على مستوى المشتلة الإدارية لمحافظة الغابات بكيسير، والهدف منها هو تثبيت الكثبان الرملية الساحلية للمحمية الطبيعية المتواجدة بمنطقة بني بلعيد، وقد أفاد مسؤولو هذه العملية والمشرفون عليها أنها تعتبر المرحلة الثانية من المشروع التجريبي لتثبيت الكثبان الرملية.

وتعد هذه التجربة التي وصفت بالناجحة ثمرة تضافر جهود عدة أطراف وفاعلين من داخل الولاية، وعلى رأسها المحافظة الوطنية للساحل، وكلية علوم الطبيعة والحياة بجامعة محمد الصديق بن يحيى بجيجل، بحيث أن العملية الأولى وهي مرحلة جمع بذور هذا النبات تمت على مستوى شاطئ الصخر الأسود ببلدية سيدي عبد العزيز، وكذا الشاطئ الرئيسي بنفس البلدية، هذا على أن يتم غرسها لاحقا داخل المحمية الطبيعية لبني بلعيد ببلدية خيري واد اعجول، ثم تأتي مرحلة توسيع غرسها على مستوى كل الشواطئ لتثبيت الكثبان الرملية التي تتقدم باتجاه اليابسة، وهو ما سجل في شواطئ الولاية على غرار تاسوست، خيري واد اعجول، ويراهن المشرفون على هذا المشروع على تثبيت رمال شواطئ البحر ومنع زحفها، نحو التجمعات السكانية المختلفة والطريق وحتى في بعض الأحيان باتجاه المساحات الزراعية.

جمال.ك