نشرت اليومية البريطانية “الأندبندنت” مقالا عن الأمير عبد القادر الجزائري الذي اعتبرته “مثالا يقتدى به ويستحق الاعجاب” لكونه يدعو إلى مبادئ التسامح واحترام الآخر.
وأوضحت ذات الصحيفة أنه “يجب النظر إلى الماضي وليس إلى داعش للتعرف على القيم الحقيقية للإسلام”، مؤكدة أن الأمير عبد القادر “كان مسلما صوفيا وشيخا مشبعا بالقيم الإنسانية، استطاع حماية شعبه من الوحشية الغربية كما تمكن من حماية المسيحيين (…)”.
وأضاف كاتب المقال أن الأمير عبد القادر قد أنقذ 15000 مسيحي مما يجعله “قدوة للمسلمين ومثار إعجاب الغربيين”.
كما أشار إلى أن الوحشية لا يجب أن تكون الرد على الاعتداءات الارهابية التي تقع في كل أنحاء العالم، وأنه ما دام الغرب “يقنبل الشرق الأوسط، فإن البلدان الغربية ستتعرض بدورها للاعتداءات”.
وذكرت الأندبندنت بأنه “ما دمنا نزرع الموت في العالم الإسلامي، فإننا سنحصد الرعب والخوف واللاأمن”.
وتابعت ذات الصحيفة أنه حان الوقت “للعودة لقيم المحارب الجسور والانساني والصوفي الأمير عبد القادر الذي ولشجاعته أصر بلده الجزائر على استرجاع رفاته من دمشق”.
كما كتب محرر المقال أن “الأمير عبد القادر رجل العلم كان يعشق الفلسفة ويمنع جنوده من حرق الكتب، كما أنه كان يحب دينه، لكنه يؤمن كذلك بحقوق الانسان، لذلك يجب علينا الرجوع إلى أفكار ذلك الذي كان يحارب بضراوة الاحتلال الفرنسي دون أن يكون متطرفا لأنه كان يعتبر المسيحيين والمسلمين إخوة”.
في ذات السياق، ذكّرت الصحيفة بالمبادئ الانسانية للأمير عبد القادر وسماحته الذي كان يحسن معاملة “سجنائه الفرنسيين الذي أدى به الأمر حتى إلى اطلاق سراحهم لما لا يجد ما يطعمهم به”.
وحتى في منفاه الفرنسي -تضيف ذات الوسيلة الإعلامية- كان “الأمير يدعو للسلام والحكمة والأخوة”، مؤكدا على ضرورة أن تتوفر أعماله في جميع أرضيات وسائل الإعلام الاجتماعية.
كما أكدت الأندبندنت أن “الجزائر مسقط رأس الأمير عبد القادر بلد يجاور ليبيا الذي ينحدر منه الانتحاري الذي قام باعتداء مانشستر انتقاما من الاعتداءات الأمريكية في سوريا حيث مات الأمير عبد القادر”.
وخلصت في الأخير إلى التأكيد بأن داعش “لا يمثل الإسلام” وأن الأمير عبد القادر يعتبر الدليل على أن بإمكان المسلم “أن يحظى بتقدير كل العالم”.