كيف يهدد توحش الدولار صناعة الدراما في مصر؟

كيف يهدد توحش الدولار صناعة الدراما في مصر؟

مع تراجع سعر الجنيه المصري أمام الدولار إلى مستويات غير مسبوقة، لا يقتصر الأمر على شكاوى المواطنين بمختلف فئاتهم ووظائفهم من ارتفاع الأسعار وكلفة المعيشة، بل يلقي بظلاله أيضاً على صناعة السينما والدراما لاعتمادها على العملة الصعبة لجلب بعض الديكورات والملابس والمعدات، مما يهدد سير العملية الإنتاجية.

ولم يخف عدد كبير من المنتجين المصريين مخاوفهم من التدهور الكبير للجنيه أمام الدولار الذي يتم به استيراد معدات وأدوات ضرورية، وأبدوا قلقهم من تأثير ذلك في صناعة السينما والدراما وإصابتها بشلل، بسبب ما سيحدث من تضخم لأجور العاملين وتأجير مواقع التصوير ومعدات التنفيذ الدقيقة.

وقال المنتج أحمد عبد العاطي لـ “اندبندنت عربية”، إن سير العملية الإنتاجية يتعثر كل يوم عن الآخر، ومع الارتفاع الجنوني في سعر الدولار مقابل الجنيه، يضطر المنتجون إلى إعادة حساباتهم يومياً أكثر من مرة، منوهاً بأن “هناك خرائط لأعمال ومشروعات تعدل أو تلغى لأن الواقع مظلم”، بحسب تعبيره.

وأشار إلى أن “ما يحدث للجنيه يعني أن العمل الفني سيزيد على كلفته العادية أكثر من 30 في المائة على الأقل إن لم يصل إلى 50 في المائة، فمنذ بداية التعويم وأسعار الكاميرات والمعدات ترتفع، وأيضاً الأجور حتى العمالة البسيطة”، مستدركاً، “لا يمكن أن أعطي عاملاً 200 جنيه يومياً كما كان يحدث في الماضي، فهناك مراعاة لارتفاع أسعار السلع التي تضاعفت، ولا يسعنا إلا تزويد العمالة الضعف على الأقل”.

وتابع، “الأمر نفسه بالنسبة إلى الملابس والديكورات والإكسسوار والمكياج، إضافة لأجور النجوم الذين سيطالبون بزيادتها بشكل حتمي، ولن نستطيع المقاومة، لأن هذا حقهم، فطالما العامل البسيط تضاعف أجره كيف أقول للممثلين لن نزيد أجوركم؟”.

وقال عبد العاطي إن “المنتج يجد نفسه في دوامة كبيرة، ولا أنكر أن هناك مشروعات ستلغى بشكل حتمي، بخاصة إذا كانت ضخمة الكلفة قبل زيادة الدولار، فما بالك بالوضع بعد الزيادة؟”.

تقنين وتغيير

وحلاً للأزمة، اقترح عبد العاطي تقنين عدد المسلسلات بشكل أساسي، وقال، “منذ طفولتنا كنا نشاهد مسلسلاً أو أكثر في رمضان وطوال العام تعرض أعمال قليلة تنال كل التركيز وتنفذ بشكل رائع، لذلك نجد أن الأعمال القديمة ما زالت تعرض بنجاح وتعيش على رغم مرور الزمن”. وتابع، “لهذا لا أرى سبباً في عرض 40 مسلسلاً في رمضان، ويمكن تقليصها لـ10 مسلسلات مثلاً يتم تنفيذها بشكل مميز جداً، وبكفاءة إنتاجية، بدلاً من العرض الهلامي لأعمال لا تجد أي تركيز أو تحقق نجاحاً، وتوزيع باقي الأعمال على مدار العام، مما سيقلل الإنتاج والكلفة، وسيرفع الكفاءة”.

من جهته، قال المنتج أحمد عبد الباسط إن “هناك حالة توقف لا بد ستصطدم بها العجلة الإنتاجية، ولا يمكن لأي منتج أن يجازف في تلك الفترة، لذلك فعشرات المشروعات لن ترى النور، وأخرى سيعاد النظر فيها، بينما المسلسلات التي يتم تصويرها حالياً قد تنجو من الأزمة لأنها اتفاقات قديمة قبل زيادة الدولار بهذا الشكل الجنوني”.

وأشار إلى أن المنصات الرقمية التي تعرض الأعمال قد تكون منقذاً للمنتج إذا نجح في بيع عمله لها، لأنها تتعامل بالدولار وسعرها ثابت، لكن ليس من الممكن أن يسوق جميع المنتجين أعمالهم لتلك الجهات، فهي محدودة بشكل كبير.

أما المنتج محمد محمود عبد العزيز فقال إنه من الصعب التحدث عن الأمور حالياً، ولا يمكن الحكم قبل استقرار الأوضاع بشكل نهائي.

ق-ث