كيف يمكننا وقاية الجلد من الأمراض في زمن كورونا؟

كيف يمكننا وقاية الجلد من الأمراض في زمن كورونا؟

رغم ضرورة استخدام الكحول والمطهرات لمواجهة فيروس كورونا، إلا أن استعمال هذه المواد الكيميائية يتسبب في جفاف الجلد، فكيف يمكننا الحرص على صحته مع استخدام هذه المواد الكيميائية.

يوضح المختصون في الأمراض الجلدية  أن مواد التنظيف والكحول مكونة من مواد كيميائية، وليس من الطبيعي أن تكون هذه المواد الكيميائية في تلامس مستمر مع الجلد، وذلك لما يحدث بينها وبين الطبقة السطحية في الجلد من تفاعلات، والتي تضعف الطبقة السطحية للجلد وهي الطبقة التي نعتمد عليها في حماية الجلد.

كما أن الإفراط في استخدام الكحول والمنظفات يمكن أن يتسبب في حدوث مرض الإكزيما، وهو الاسم العام للمرض، وهو عبارة عن التهاب الجلد التماسي، وهو يكون نتيجة الإفراط في استخدام الكحول الإيثيلي، أو أن يكون هناك تلامس للجلد منه لمدة طويلة.

ومعروف أن الطبقة السطحية من الجلد عبارة عن مجموعة من الخلايا، وتعمل مادة دهنية على ربط هذه الخلايا ببعضها البعض، وهذه المادة الدهنية تعمل على المحافظة على ألا يكون هناك أي فراغات بين الخلايا، ولا تسمح هذه المادة بدخول أو خروج أي شيء من خارج سطح الجلد، لذلك عندما يتعرض الجلد للكثير من كميات الكحول، يبدأ الكحول كمادة كيميائية بالتفاعل مع الطبقة السطحية للجلد وإذابة الدهون الموجودة بين الخلايا، وعندما تبدأ هذه الدهون بالذوبان، تبدأ هذه الخلايا بالبعد عن بعضها البعض ويصبح هناك مسافات بين الخلايا، وبذلك يبدأ الجلد في فقد المياه أو الرطوبة الموجودة بداخله والتي كانت تعمل على المحافظة عليه من الجفاف، وتبدأ جزيئات المياه بالتبخر والخروج بين خلايا الجلد، مما يتسبب في حدوث جفاف شديد في الجلد.

ونتيجة لذوبان هذه المادة الدهنية تبدأ الميكروبات والجزئيات الموجودة في الجو مثل الأتربة وحبوب اللقاح خاصة في فصل الربيع بالدخول لخلايا الجلد، بسبب المسافات أو التشققات التي أصبحت موجودة بين الخلايا فتبدأ هذه الجزيئات بالدخول إلى داخل الجلد، وهي تمثل جسما غريبا لذلك يبدأ جهاز المناعة وخلايا المناعة في مهاجمة هذه الجزيئات بشكل عنيف جيداً، وينتج عن هذا الهجوم بعض الأعراض وهي تبدأ بالجفاف الشديد للجلد نتيجة فقد المياه والرطوبة، ويبدأ في ظهور احمرار بسيط في الجلد نتيجة تمدد الأوعية الدموية، وظهور قشور وتشققات واضحة في الجلد، ويبدأ في الشعور ببعض الحكة.

وبما أننا نواجه اليوم وباء عالميا، لذلك استخدام الكحول الإيثيلي والمنظفات لا غنى عنه، لذلك من الضروري استخدام المرطبات بشكل منتظم، خاصة التي تحتوي على الدهون مثل مادة “السيراميدز”، وهناك بعض المرطبات التي تعمل على إعادة بناء الطبقة السطحية من الجلد مرة أخرى.

وهذه الكريمات من شأنها أن تُعيد بناء الطبقة السطحية من الجلد لاحتوائها على مادة “السيراميدز”، وبالتالي تعمل على تعويض الفقد الذي يحدث في الدهون وبالتالي إعادة الخلايا للتماسك مع بعضها البعض مرة أخرى بشكل سليم، فتحافظ على كمية المياه والرطوبة الموجودة في الجلد، وبالتالي لا تفقد البشرة المياه أو الرطوبة بشكل كبير، ولا يحدث الجفاف وفي نفس الوقت لا يكون هناك فتحات في الجلد لدخول الأجسام الغربية.