يجد مرضى السكري أنفسهم خلال شهر رمضان في صراع بين رغبتهم في الصيام وبين قيود المرض، فيما يعتبر المختصون شهر رمضان فرصة مثالية لمرضى السكري لتحسين صحتهم، حيث يُمكن لمعظمهم الصيام بأمان من خلال اتخاذ بعض الاحتياطات بالتنسيق مع أطبائهم، ويعتبر مرضى السكري من أكثر الفئات عرضة للمخاطر أثناء الصيام؛ لذا هناك عدة نصائح يجب عليهم اتباعها من أجل الحفاظ على مستوى السكر في الدم، ولعدم حدوث أي مضاعفات صحية لهم.
ويؤكد المختصون أنه يمكن للكثير من مرضى السكري أن يصوموا رمضان بأمان، شرط حصولهم على موافقة أطبائهم واتخاذهم بعض الإجراءات الاحترازية الضرورية.
أربع استراتيجيات لصيام موفق
وأوضح المختصون أن الصيام لا يؤدي إلى تعديل أوقات الوجبات فقط، بل إنه قد يؤثر على ساعات النوم وإيقاع الساعة البيولوجية والعادات الغذائية والنشاط البدني وغير ذلك، وهو ما يتحقق من خلال تطبيق أربع استراتيجيات لضمان الصحة الأمثل خلال شهر رمضان.
مراقبة مستويات السكر في الدم
قد يكون مرضى السكري في رمضان عرضة لمخاطر الارتفاع الكبير أو الانخفاض الكبير في سكر الدم، إلى جانب مخاطر الجفاف. كما تشتمل المضاعفات الخطيرة الأخرى، التي قد يواجهونها، على الحماض الكيتوني السكري الذي قد يهدد الحياة، والذي يحدث عند عدم وجود كمية كافية من الأنسولين في الجسم لاستخدام السكر وتحويله إلى طاقة، فيقوم الجسم بتفكيك الشحوم وتحرير الكيتونات، التي قد تتجمع في الدم وتتسبب في تحول الدم إلى سائل حمضي.
ومن أجل خفض هذه المخاطر، يجب على المرضى مراقبة مستويات سكر الدم بصورة دورية.
التنبّه للعلامات التحذيرية
يؤكد الأطباء على أهمية معرفة المرضى للعلامات التحذيرية لارتفاع أو انخفاض سكر الدم، ومتى يجب عليهم الإفطار في حالات الطوارئ الطبية، وتشمل علامات انخفاض نسبة السكر في الدم: الارتعاش والتعرق والغثيان والتعب والصداع وعدم انتظام ضربات القلب أو تسارعها وغير ذلك، أما أعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم فتشمل: عدم وضوح الرؤية وكثرة التبول والصداع وزيادة العطش و/أو الجوع.
وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، فإنه يتوجب على المرضى قياس مستويات سكر الدم لديهم فورا، وبناءً على النتيجة يتقرر مواصلة الصيام من عدمه.
تناول الطعام بتعقل
يقول الأطباء إنه عند الإفطار غالبا ما يتناول الأفراد الطعام بسرعة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، إذ أن وصول إشارة الشبع إلى الدماغ قد يستغرق من 15 إلى 30 دقيقة.
ويفضل أن يتعاون الأفراد مع أخصائي تغذية خبير بمرض السكري لتحديد احتياجاتهم اليومية من السعرات الحرارية، بهدف تخفيف الوزن أو المحافظة عليه بحسب الحالة. ويمكن على هذا الأساس وضع خطة أو استراتيجية مستدامة للوجبات، تضمن حصول الفرد على كميات متوازنة وصحية في وجبات السحور والإفطار من المغذيات الكبيرة المقدار.
ويعد شرب مقدار كافٍ من الماء خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور، والتقليل من تناول المشروبات السكرية أو التي تحتوي على الكافيين، أمرا ضروريا جدا. وتزداد أهمية هذه الخطوات في المناطق الحارة أو ذات ساعات النهار الطويلة، حيث تزداد مخاطر الجفاف وتشكل الحمض الكيتوني السكري.
ممارسة الرياضة باعتدال
أشار المختصون إلى أن تنظيم سكر الدم والوزن ودعم صحة القلب والأوعية الدموية من ضمن الفوائد الكبيرة لممارسة الرياضة، ولكن يجب على الأفراد بحث خطط التمرين الخاصة بهم مع فريق الرعاية الصحية. وقال الأطباء إنه يجب ممارسة التمارين الرياضية في رمضان بحذر، وخاصة إذا كان المرضى ممن يأخذون الأنسولين، الأمر الذي قد يعرضهم إلى مخاطر انخفاض سكر الدم عند ممارسة التمارين الرياضية، وغالبا ما ننصح بالمشي كطريقة آمنة وصحية للتمرين، ويفضل القيام بها بعد الإفطار.
ويعتبر المختصون شهر رمضان، الوقت المثالي لتبني عادات صحية يمكن للأفراد البناء عليها بعد انقضاء الشهر، حتى يتمكنوا من التمتع بفوائدها على المدى الطويل.
ق. م