كيف يستعد المسلم لاستقبال شهر رمضان ؟

كيف يستعد المسلم لاستقبال شهر رمضان ؟

شهر رمضان الذي تتنزل فيه من البركات والخيرات ما لا يكون في غيره من الشهور؛ حيث تفتح فيه أبواب الرحمة، ويكثر فيه العتق من النيران، ويكفِّر الله به الذنوب، وتطهر النفس بالصيام، ويأمن المسلم من الشيطان وشره، فشهر رمضان هو شهر تلاوة القرآن والقيام للرحمن: ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ” البقرة: 185، وفيه ليلة القدر العملُ فيها يعدل العمل في ألف شهر مما سواها؛ ” لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ” القدر: 3، وقد ذكرت بعض النصائح في كيفية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان والاستعداد له، ولم نقصد استقصاءها كاملة، وأولى هذه النصائح:

– النية الصالحة: وهي أن يعزم المسلم على أن يصوم هذا الشهر، وأن يجاهد في إصلاح نيته؛ فالنية ما كانت في قليل إلا كثرته، ولا حقير إلا عظمته، وهي الأصل الذي تُبنى عليه الأعمال، وهي كذلك مفتاح قبولها، فلا يقبل اللهُ عملَ عبدٍ إلا إذا كانت نيته خالصة لله، فأيما رجل عمل عملًا ابتغى فيه غير الله، رده عليه وأحبط عمله؛ قال تعالى في الحديث القدسي: “أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه”.

– التوبة إلى الله تعالى توبة نصوحًا: فخير ما يُستقبَل به رمضان هو التوبة إلى الله، والإقلاع عن الذنوب، والعودة والإنابة إليه، والانكسار بين يديه سبحانه، فإن القلب إذا امتلأ ذنوبًا ومعاصيَ، فلن يجد لذة الطاعة ولا حلاوة العبادة والمناجاة، يقول تعالى: ” وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” النور: 31.

– الدعاء والإكثار منه: وبعض السلف كانوا يدعون الله قبل رمضان أن يبلغهم الصيام، وإذا انقضى دعَوه أن يتقبل منهم الصيام والقيام، وكانوا يسألون الله أن يسلمهم؛ لكي يدركوا رمضان وهم في صحة وعافية.  فأنصح إخوتي بالحرص على الصيام والقيام والتزود من أنواع الطاعات في هذا الشهر؛ فلعل الواحد لا يدري هل سيأتي رمضان القادم وهو في هذه الحياة.