كيف يجاهد الإنسان الهوى؟

كيف يجاهد الإنسان الهوى؟

إن إتباع الهوى من أعظم الآفات التي قد يُصاب بها المسلم، فانظر حولك ترَ أناسًا يمدحون أمورًا ثم يذمونها، ويعيبون أشياء ثم يفعلونها، ترى شخصًا يقول قولًا أو يعمل عملًا ظاهر العيب واضح الخطأ، ومع ذلك يستميت في الدفاع عنه، ويذكر مبررات يضحك منها عامة الناس قبل خواصهم! ترى إنسانًا يقول ما يشاء، ويفعل ما يشاء! وما ذاك إلا لأن صاحب الهوى لا يرى إلا هواه، إذا تكلَّم فبهوى وإذا صمت فلهوى، وإذا فعل أو ترك فلهوى؛ لأنه يعيش في محيط هواه الذي أضلَّه وأعماه، بل أسَرَه وقيَّده؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “المحبوس مَن حبس قلبه عن ربه، والمأمور مَن اتَّبع هواه”. فالهوى سبب لفساد الأمور وتقلُّب الأحوال؛ قال تعالى ” وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ” المؤمنون: 71. والهوى يقود صاحبه إلى الضلال؛ قال تعالى “وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ” ص: 26.  فكيف يجاهد الإنسان الهوى؟:

– خشية الله تعالى ومراقبته في القول والعمل والسر والعلن؛ قال تعالى ” وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ” النازعات: 40، 41.

– استحضار عواقب إتباع الهوى وآثاره السيئة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا تناقض وذِلة، وفي الآخرة عذاب وحسرة.

– الدعاء والتضرع إلى الله أن يرزقك الهدى ويُجنبك الهوى.

– أن يُعوِّد الإنسان نفسه مخالفة هواها، ويسوقها قهرًا إلى خالقها ومولاها، ويمكن أن يُمثِّل لذلك بحال من يغضب، فيكظم غيظه ويمنع جوارحه من التعدي بالقول أو الفعل، ويعفو عمن ظلمه، ويعطي مَن حرمه، ويَصِل مَن قطَعه؛ قال تعالى ” وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ” الشورى: 43. قيل ليحيى بن معاذ: “من أصح الناس عزمًا؟ قال: الغالب لهواه”.

موقع إسلام أون لاين