يقول خبراء العلاقات الأسرية إن الانفصال العاطفي هو انفصال الزوجين وجدانياً مع بقائهما في مسكن الزوجية، بعد تواجدهما تحت سقف واحد لسنواتٍ طويلة، وقد حلّ الجمود مكان العواطف بينهما، لتصبح الشراكة الزوجية بمثابة التزام إجباري فقط لا غير، والإبقاء على العلاقة الزوجية بشكل قانوني، أي أنهما ما زالا مرتبطين صُورياً، وهذا بسبب صعوبة التفاهم بينهما وتسرب الملل إلى علاقتهما الزوجية، ويشعر الرجال بالغضب والإحباط أكثر من النساء، ويجدون صعوبة في طلب المساعدة، ويرجع ذلك إلى الوصمات المرتبطة بتعبير الرجال عن مشاعرهم أو كونهم أقوياء، أو التظاهر بالقوة وتنتابهم بعض المشاعر بعد فقدان الشريكة كالآتي:
إنكار الانفصال العاطفي
يبدأ الرجل بإنكار الانفصال سواء كان هو الشخص الذي بادر بالانفصال العاطفي أم لا، فيرفض تصديق انفصاله وابتعاده عن شريكته، وكأن البعد والانفصال العاطفي لم يحدث فعلاً.
العزلة
بمجرد الخروج من مرحلة الإنكار، يقرر الرجل الانعزال عن العالم الخارجي وكأنه يسترجع الذكريات، ويعيد حساباته، ويقوم باستعراض شريط الذكريات بحلوه ومره، في محاولة لمعرفة أسباب انتهاء العلاقة العاطفية، فيصبح وخلال تلك المرحلة في حالة انسحاب وعزلة، لذلك يبدأ بالانسحاب من التواصل مع الأقربين منه ويتجنب التفاعل معهم.
مرحلة الغضب
عادةً ما يلجأ الرجل إلى الغضب في محاولة منه لجعل شريكته تدفع مقابل ما فعلته معه، ولكن قد تكون هذه الطريقة سلبية ومرفوضة، وقد تكون مدمرة، لأنها قد تؤدي إلى إعاقة أي تفاوض أو أي طريق قد يؤدي للتوصّل إلى قرارات ودّية وصلح بين الطرفين.
الاكتئاب
بمجرد أن تنتهي مرحلة الغضب يدخل الرجل في حالة اكتئاب، والشعور بالحزن والفراغ والإحباط والغضب والانفعالية من أقل الأسباب، بل ويدرك في تلك المرحلة حجم خسارته، وقد يقضي أياماً عديدة في حالة يأس وحزن عميقة تشبه الاكتئاب الخفيف.
تقلب عاطفي
يواجه الرجل بعد الانفصال العاطفي مرحلة الاكتئاب يحركها مشاعر متناقضة، فقد يشعر بالأمل واليأس في الوقت نفسه.
الشعور بالذنب
عادةً ما يرغب طرف أكثر من غيره بالانفصال، لذلك نجد الطرف الآخر تنمو لديه مشاعر لوم الذات على هذا الانفصال، فيعتقد أنه قد ارتكب خطأ كبيراً، ولديه شعور دائم بالقلق والخزي للضرر، بأنه السبب في هذا الانفصال، وينتابه الشعور بأنه لم يبذل أي جهد للحفاظ على هذه العلاقة، وقد أدرك هذا الشعور بعد الانفصال.
محاولة استعادة العلاقة
الشعور بالذنب يغلب على الزوج، وفي خضم ذلك يعيد التفكير بالرجوع لشريكته بعد انفصاله العاطفي من خلال العديد من المحاولات للإصلاح مع زوجة تصر على الخصام، فنجده يحاول مطاردة شريكته وكسبها بطرق مختلفة محاولاً إنقاذ واستعادة حياته مرة أخرى التي كان يعيشها من قبل واكتساب الثقة مرة أخرى.