كيف يبارك الله في مشروع زواجك ؟

كيف يبارك الله في مشروع زواجك ؟

الزواج من سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فلا ينبغي أن يرغب المسلم عن هذه السنة إلا من عذر شرعي مقبول عند الله، قال صلى الله عليه وسلم للشباب الثلاثة: “أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي”؛ رواه البخاري. ولتحصل على البركة قبل الزواج، انتبه للتالي:

1- حدِّد الهدف من الزواج: هناك بعض الأشخاص من يرون أنَّ الهدف من الزواج هو الشهوة الجنسيَّة، ومنهم من يرون أنَّه لبسط السيطرة والنفوذ، ومنهم من يرون أنَّه عادة، ومنهم يرونه وسيلةً للعفاف، ووسيلة للإنجاب؛ قال تعالى: ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم منْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” الروم: 21.

2- معرفة حقوق الشريك الآخر: من حقوق الزوج على زوجته: القوامة، الطاعة بالمعروف، الخدمة، المحافظة على نفسها وماله وأولاده، حسن الاستقبال. ومن حقوق الزوجة على زوجها: المـهـر، النفقة والسكن، المعاشرة بالمعروف، التعليم، كف الأذى، حق المبيت.

3- كيفية اختيار شريك حياتك: قال صلى الله عليه وسلم: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”؛ رواه الترمذي. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ” رواه البخاري. وأهم هذه المعايير معيار الدين والتقوى، قِيلَ للحسنِ بنِ عليٍّ رضي الله عنهما: “إنَّ لي بِنتًا، فمَن ترى أن أُزوِّجَها له؟”، فقال: “زَوِّجْها لِمَن يَتَّقي اللهَ؛ فإن أَحَبَّها أَكْرَمَها، وإن أَبْغَضَها لَم يَظْلِمْها”.

4- القراءة والتعلم عن تربية الأولاد: على الزوجين التعلم والقراءة عن تربية الأولاد قبل الزواج؛ لأن الأولاد زينة الحياة الدنيا، قال تعالى: ” الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا “، وبهم تسعد النفس وينشرح الصدر، وهم أجركما الذي لا ينقطع بعد مماتكما، كما قال عليه الصلاة والسلام: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم.

5- السعي إلى تطوير النفس ورفع ثقافتها ومعرفتها في الحياة بشكل عام، والعلاقة الزوجية بشكل خاص، وفهم الطرف الآخر وطبيعته الشخصية، وذلك من خلال: دورات تدريبية، استشارات، كتب، مواقع الإنترنت، برامج تلفزيونية وغيرها.

6- تجنُّب الاستعدادات المكلفة التي تفوق طاقة الزوجين وقدرتهما المالية، وقد تتسبب في تراكم الديون عليكما، وتغير الحالة المعيشية؛ مما يؤدي إلى ظهور استياء في الحياة الزوجية. واعلَمَا أن البركة في الزواج لها أسباب، ومنها: خفة المهور وقلتها، ففي الحديث الذي رواه أحمد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أعظم النساء بركة أيسرهنَّ مؤنة”.