سؤال يشغل بال المهتمات بالتربية الحديثة

كيف نجعل الطفل يتمتع بالذكاء العاطفي؟

كيف نجعل الطفل يتمتع بالذكاء العاطفي؟

يقول المختصون في شؤون التربية إن تنشئة طفل يتمتع بالذكاء العاطفي وقادر على التعبير عن مشاعره وواثق بنفسه يعتمد بشكل كبير على جودة الوقت الذي نقضيه معه، ومدى اتصالنا العاطفي به، فالذكاء العاطفي لا يُولد مع الطفل، بل يُصقل مع الوقت، ويتشكل بفعل البيئة المحيطة به، والطفل الذكي عاطفيًا هو من يعرف مشاعره ويميزها، ويجد الطرق المناسبة للتعبير عنها وتنظيمها.

ويقول المختصون إنه من أجل أن يصل إلى هذه المرحلة، لا بد أن يحيا في بيئة تُشبه الحاضنة، مليئة بالتفهّم والاحترام، وأثبتت التجارب أن الأطفال الذين يحظون بعلاقة حقيقية مع والديهم هم الأكثر قدرة على التأقلم، فهم يتعلّمون من خلال التفاعل الحي، لا من خلال الأوامر والتعليمات الجافة.

ورغم أن الأهل جميعا لديهم الكثير من النوايا الحسنة، لكن ضغوط الحياة قد تدفع البعض إلى الوقوع في فخ الانفصال العاطفي عن أبنائهم، البعض يترك مهمة التربية للهواتف الذكية أو للمربيات، وهناك من يكتفي بتوجيه اللوم أو إعطاء التعليمات من دون أن يقترب حقًا من مشاعر الطفل.

ومن أهم أشكال العلاج النفسي التي يُوصي بها الخبراء، هو ببساطة أن يقضي الأهل وقتًا منتظمًا ومخصصًا مع أطفالهم، وهو وقت لا يُختزل في المراقبة أو التوجيه، بل يقوم على اللعب، المحادثة، والاهتمام الصادق بما يمر به الطفل من مشاعر وتجارب.