تضع الوالدين في مواقف حرجة

كيف نتعامل مع كلام الطفل السيء؟

كيف نتعامل مع كلام الطفل السيء؟

عندما يتلفظ الطفل بكلمات نابية ومحرجة، من المؤكد أنه اكتسبها فقط من خلال محاولته تقليد الآخرين، وهو ما يولّد لدى الوالدين شعورا بالأسف والغضب تجاه سلوك الابن غير الواعي، وبما يخرج من فمه من ألفاظ بذيئة.

يؤكد المختصون في التربية أنه يجب على الوالدين مراقبة احتكاك الطفل، بدءًا من علاقاته مع المحيط القريب واللغة المتداولة بين من يختلطون بالأسرة عمومًا وبالطفل خصوصًا، ومراقبة البرامج التلفزيونية التي يستمع إليها ويتابعها، والأهم من ذلك هو اللغة المستخدمة من قِبَل الوالدين تجاه أبنائهما وفيما بينهما.

 

توجيهات لتعلم الطفل أدب الكلام

يقدم المختصون في التربية عددا من التوجيهات التي تساعد الأولياء على تقويم كلام أبنائهم، وأول نقطة هي أن يُعامل الآباء أطفالهم كما يُحبون أن يُعاملوا، ويُخاطبونهم باللغة التي يُحبون أن يُخاطبوا بها، كما ينبغي استعمال اللغة التي نرغب في أن يستعملها الأبناء، كقول “شكرًا”، و “من فضلك”، و”لو سمحت”، و”أتسمح”، و”أعتذر”… وهذه عبارات يتعلمها الأبناء من آبائهم مع ضرورة الانتباه لطريقة الكلام التي ينبغي أن تكون بهدوء، وبصوت يتناسب مع دلالات الكلمة.

كما ينبغي التفريق بين الكلام العادي الذي يتلفظه الطفل بطريقة فظة وبين الكلام السيء، فمثلًا، لو نطق بكلام وهو يصيح أو يبكي أو يعبر عن رفضه ومعارضته، كقوله: “لا أريد”، “لماذا تمنعونني؟”، “لماذا أنا بالضبط؟”. هذه كلها كلمات تعبر عن رأي، وليست تلفظًا غير لائق! فعملية التقويم تحتاج إلى تحديد هدف التغيير وتوضيحه للطفل: هل هو اللفظ أم الأسلوب؟

 

كيفية معالجة المشكلة

يقدم خبراء التربية طريقة معالجة مشكلة تلفظ الطفل بكلمات سيئة مع الإشارة إلى أننا نتحدث هنا عن الطفولة المبكرة والأقل من أربع سنوات، وهو ما سنذكره في النقاط التالية:

– المحاولة قدر المستطاع عدم تضخيم الأمر، ولا تعطه اهتمامًا أكثر من اللازم.

– تظاهر بعدم المبالاة حتى لا تعطي للكلمة سلطة وأهمية وسلاحًا يشهره الطفل متى أراد، سواء بنية اللعب والمرح أو بنية الرد على سلوك أبوي لا يعجبه. وبهذا، تنسحب من الساحة؛ اللعب بالألفاظ بمفرده ليس ممتعًا إذا لم يجد من يشاركه.

– علِّم ابنك نوع الكلام الذي تحبه وتقدره، ويعجبك سماعه على لسانه. أبدِ إعجابك به كلما سمعته منه، وعبِّر عن ذلك الإعجاب بقولك مثلًا: “يعجبني كلامك هذا الهادئ، هذا جميل منك، كلام من ذهب”.

-علِّمه مهارات الحديث وفن الكلام من خلال الأمثلة والتدريب، وعلِّمه الأسلوب اللائق في الرد.