يقول خبراء العلاقات الأسرية إن الحياة الزوجية هي علاقة مليئة بالتحديات، وأحد أبرز هذه التحديات هو الاختلافات في الطباع والعادات، فالشاب والفتاة يدخلان الزواج بتربية مختلفة لكل منهما وبعادات وطباع تميز كلا منهما تكشف عنها الحياة المشتركة، وقد يجد أحدهما صعوبة في تقبل رأي الآخر أو التوافق مع اهتماماته وطبائعه وميوله ورغباته وذوقه وأسلوب حياته، ولا يعلم أنه من الطبيعي بل الصحي أن يكون لكل طرف طباعه الخاصة، وأن يتفهم كل طرف شريكه في العلاقة، ويتقبل هذه الاختلافات، فهذا الاختلاف في الطباع بين الشريكين يضفي الحيوية والتجدّد ويكسر روتين الحياة الزوجية، ويعطي للحياة الزوجيَّة تجدداً مستمراً في العلاقة، ومع ذلك فإن اختلاف الطباع قد يحدث شقاقا وخلافا بين الزوجين، وهذا ما يُعرّض البناء الأسري لخطر كبير، وللتعامل مع الاختلاف في الطباع بين الزوجين، إليكم الطرق الآتية:
لابد للشريكين أن يقدرا الفوارق الأسرية والتربوية بينهما، فهي ذات تأثير مباشر عليهما، ومعرفة أن كل واحد من الشريكين جاء من بيئة مختلفة، وأن تقبل الآخر يعني احترامه وتقديره وتفهم ما لديه من حصيلة المفاهيم، والعادات وأن يكون لديهما المرونة الكافية لقبول فكرة الاختلاف نفسها والتأقلم معها، وأن يراعيا ذلك في نقاشهما بصفة دائمة، ومعرفة أن هذا الخلاف هو واقع طبيعي.
التواصل الفعال والحوار المستمر بين الزوجين، ومناقشة الأمور الحياتية، يلعب دوراً كبيراً في معرفة الآخر واكتشاف شخصيته، وفهم وجهات نظره، بدون تفسيرات خاطئة، ويساعد على التقليل من الآثار السلبية والمشاحنات وسوء التفاهم وتقبل الاختلافات، والتعامل معها ومعرفة الطريقة الصحيحة للتصالح وقت حدوث المشكلة.
على كل طرف ألا يسعى إلى تغيير شريكه، ودعم طباعه وتقبلها في حال لم تؤثر بالسلب على حياتهما وتجنب الرغبة والضغط على الجوانب السلبية به لتغييرها بالقوة، فهذا لن يجدي نفعاً، ولكن سيؤدي إلى نتائج عكسية، ولكن لابد من التعاون والاتفاق على تجاوز تلك السلبيات وتغييرها تدريجياً بالحوار وشرح مبررات طلب التغيير، والاتفاق وإيجاد أرضية مشتركة وحلول يتفق عليها الجميع.
المرونة تعني التأقلم مع الظروف المحيطة برضا داخلي لقبول فكرة الاختلاف، وللتكيف مع المواقف والأحداث الجديدة، والتعامل معها بشكل جيد، من خلال ضبط الانفعالات في المواقف الصعبة، وتقبل سلوكيات الطرف الآخر، والقدرة على ضبط النفس، وإتقان مهارة الاستماع، واحترام رغبات وذوق الطرف الآخر، والقدرة على الاحتواء، والكياسة في التعامل مع المحيطين بالأسرة، وأن يسعى كل طرف إلى إرضاء الآخر، وتقديم التنازلات في بعض الأحيان دون المساس بكرامة أي أحد منهما، وعلى الطرف الآخر أن يبادل شريكه التغافل والتنازل والعفو، فالتنازل قوة إن كان بهدف تحقيق نتيجة إيجابية وإنجاح الحياة الأسرية.