كيف عالج الإسلام الهـمَّ وضِيْق الصدر؟ 

كيف عالج الإسلام الهـمَّ وضِيْق الصدر؟ 

قال احد الدعاة : لاحظتُ خلال وجودي في أوروبا أنَّ الحياةَ الماديةَ تَسيرُ بسُرعةٍ جنونيةٍ بشكلٍ عامٍّ؛ لدرجة أنَّها غطَّتْ على معظم الجوانبِ الأخرى، أو الوُجُوهِ الأخرى للحياة الاجتماعية والدينية وغيرها؛ فأصبح الإنسانُ يُسابِق البَرْقَ في السُّرعة بحثًا عن الرِّزْق، يعيشُ على نمَطٍ واحدٍ ووَتِيرةٍ مُعينةٍ، ربَّما لا تتغيَّرُ لعشرات السِّنين؛ ينام في الوقتِ المحددِ، ويستيقظ في الوقت المحدَّدِ، ويعتقد أنَّ العملَ أساسُ الحياة ولُبُّها وشُغْلُها الشَّاغل، بلْ يُعلِّق سَعادتَه على أشياءَ ماديَّةٍ محسوسةٍ فقط، دون أنْ يجِدَ متنفَّسًا يُجدِّد حياتَه، ويستعيد حيويَّتَه ونشاطَه من جديد، ويُضيفُ إليها نَكْهةً جديدةً، ونوعًا من السعادة القلبيَّة، والاستقرار الرُّوحي، وكَسْر الروتين من خلال الأعمال الصالحة؛ كالصوم، والصلاة، وقيام الليل، وأداء مناسك العمرة مثلًا، وبالتالي تنتشر المشاكلُ النفسيَّةُ والعُقَدُ الرُّوحيَّةُ والتوتُّر والقَلَق، واضطراب الشخصية، والملَلُ والإدمان عند الكثيرين إلَّا مَنْ رحِمَ الله، ومردُّها الأساسي الانفصالُ عنِ الله تعالى، والاغترار بالحياة المادية فقط؛ ممَّا يُؤثِّر سلبًا على صحَّة الإنسان وتفكيره وعقله.

ولا يمرُّ يومٌ من الأيام إلَّا تَعرِض شركاتُ صناعة الدواء منتجاتِها الجديدةَ لعلاج القَلَق والاكتئاب المنتشر في مختلف فئات المجتمع في العالم؛ حيثُ لا يقف المرضُ عنْد شخصٍ دون آخَرَ، ولا يُصيبُ أحدًا دون غيره. وقد علَّمَنا الإسلامُ كيف نُعالج القَلَق والتوتُّر وضِيْقَ الصَّدْر، وذلك بالرُّجُوع إلى الله تعالى، والإكثار من ذِكْره وتسبيحه سبحانه وتعالى، واستخدام التحصينات الإيمانية التي تَعصِمُ الإنسانَ من الأفكار السلبية ووساوسِ الشيطان ومداخله؛ قال تعالى: ” وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ” الحجر: 97 – 99. وكلَّما أكثرْتَ مِنْ ذِكْر الله تعالى وتسبيحهِ، أزال همَّكَ، ونفَّثَ كرْبَكَ، واستجابَ دُعاءكَ، وألْهَمَكَ قوَّةً ونُصْرةً من عِنْده، وقوَّاكَ بمدَدٍ من عِنْده، وقد اشتَملت السُنَّةُ النَّبويَّةُ على الأدعية الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لطَرْدِ الهمِّ والحزن، وتفريج الكَرْب، وإزالة الوَسْوسةِ؛ بحيثُ لو واظَبَ عليها الإنسانُ بالإخلاص والإنابة والتَّضرُّع والانكسار والخشوع إلى الله تعالى، لزالَ ما به مِن الهمِّ والحزن.