كيف تواجه عدوك الأول ؟

كيف تواجه عدوك الأول ؟

لقد جعل الله للمسلم من الأسلحة ما يواجه به عدوه من الشياطين، فأمر المسلم بالاستعاذة أول ما ينزغه الشيطان، فحال ما يرد على قلبك خاطر سوء من شك، أو غضب، أو حسد، فاستعذ بالله؛ أي: قل أعوذ بالله منَ الشيطان الرجيم، ومعناها: يا الله، إني أعتصم بك، وألجأ إليك أن تحميني من الشيطان الرجيم، قال تعالى: ” وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ” الأعراف: 200. رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلان يستبان، فأحدهما احمر وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إني لأعلم كلمة، لو قالها، ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد”، فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تعوذ بالله من الشيطان”. وعَوِّد نفسك أيها المسلم على الأوراد الشرعية، التي بارك الله فيها، وجعل فيها نفعًا عظيمًا للناس، ومن ذلك قراءة آية الكرسي، فإنها عدو الشيطان، والمعوذتين الفلق والناس، فلما نزلت على رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: “ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ” الفلق: 1. فاقرأها في الصباح والمساء وعند النوم، واحرص أيضًا على قراءة آخر آيتين من البقرة، فمَن قرأها في ليلة كفتاه من كل شيء بإذن الله، ثم أغلق منافذ الشيطان، فغض بصرك، وقلل من الكلام إلا ذكر الله وما والاه، وصُن سمعك أيها المسلم عن الحرام، وسماع الباطل من الموسيقى والغيبة والكلام الباطل، الذي فيه شُبة وتشكيك في دين الله وشريعة الله. ثم اعمل يا عبد الله على تقوية أسرتك، فهي أشد ما يكون على الشيطان، يقول صلى الله عليه وسلم: “إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت”. انه عدوٌّ متربص بكم ليل نهار، لا ينفك عنكم حتى موتكم، فقال الله تعالى على لسان يعقوب ” إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ” يوسف: 5، أقْسَمَ بربه على غوايتنا، ” قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ” ص: 82، فَرَدَّ الله عليه ” إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ” الحجر: 42.