مخاوف من تأثيرات الغياب

كيف تكون العلاقة بعد عودة الزوج من السفر؟

كيف تكون العلاقة بعد عودة الزوج من السفر؟

تتخوف الزوجات بشكل عام من تأثير سفر الزوج وغيابه على العلاقة الزوجية ومن عدم الاستقرار العاطفي بعد الغياب، حيث تشغل العودة من السفر مساحة عاطفية كبيرة في الحياة الزوجية أو العاطفية، خاصّةً بعد فترة غياب طويلة.

وبهذا الخصوص يؤكد خبراء الشؤون الأسرية على ضرورة التمييز بين التوقعات والواقع، حيث ينتظر أحد الشريكين عادة لحظة العودة بمشاعر مختلطة من الفرح واللهفة، وأحيانًا الحذر. لكن، ليس دائمًا ما تتطابق التوقعات مع الحقيقة. ووفقًا لإحدى الدراسات فإن الأزواج الذين يبتعد أحدهم لفترة تتجاوز ستة أشهر، يواجهون في العودة تحديات في استعادة الإيقاع العاطفي المعتاد.

 

كيفيّة التعامل مع لحظة عودة الشريك من السفر

هذا يعود إلى أن كل طرف يعتاد نمط حياة جديد خلال الغياب، الشخص الذي بقي، قد يكون قد طوّر استقلاليته. بينما العائد من السفر قد يكون قد تأقلم على حياة مختلفة، ومن هنا تبدأ أولى التحديات.

تغير الأدوار داخل العلاقة

تغيير الأدوار مسألة شائعة بعد الغياب الطويل. في غياب الشريك، يضطر الطرف الآخر إلى تحمّل مسؤوليات إضافية، سواء في تربية الأطفال أو إدارة شؤون المنزل. بعد العودة، لا يعود من السهل توزيع الأدوار مجددًا كما كانت.

وأشارت دراسة من جامعة Illinois إلى أن نسبة كبيرة من الأزواج يشعرون بتوتّر في إعادة التوازن بعد السفر، لأن أحد الطرفين يشعر أنه فقد دوره أو سُلبت استقلاليته. هذه المرحلة تحتاج إلى صبر وتفاهم بين الشريكين، ويجب أن تكون هناك جلسات حوار واضحة ومباشرة لإعادة تحديد المهام وتقاسم الأدوار من جديد.

تحولات في المشاعر والتواصل العاطفي

من الطبيعي أن تتغير المشاعر بمرور الوقت، حتى وإن كان الحب لا يزال موجودًا. لكن ما الذي يتغير حين يعود الشريك من السفر..

وهل تبقى العلاقة كما هي؟ من الناحية العاطفية، الإجابة غالبًا لا.

تأثير سفر الشريك على المشاعر العاطفيّة المتبادلة

التغيّر في المشاعر لا يعني تلاشي الحب، بل تطوره إلى شكل مختلف. قد يشعر الطرفان بأن العلاقة أصبحت أكثر عقلانية وأقل عفوية. هنا، يُنصح بالتركيز على “إعادة بناء القرب”، من خلال التعبير عن المشاعر بشكل منتظم، وعدم كبت القلق أو الغضب.

وتوصي الأبحاث النفسية بضرورة الاستماع النشط وإعادة التعارف، وكأن الطرفين يبدآن من جديد. وذلك عبر تنظيم جلسات بسيطة، ونزهات قصيرة، أو حتى تذكّر اللحظات الجميلة السابقة.

إعادة التكيّف واستعادة التوازن

عملية التكيّف من أهم مراحل ما بعد العودة. لا بد من وقت كافٍ لإعادة ترتيب الأولويات، وفهم التغيرات التي طرأت على كل طرف خلال فترة الغياب.

تُظهر الدراسات أن التكيّف الناجح يتطلب توفر عدة شروط: مرونة نفسية، وتفهّم التغيرات، واحترام الحدود الجديدة. مثلًا، إذا أصبحت الزوجة مستقلة أكثر خلال غياب الزوج، لا يجب أن يُنظر إلى ذلك كتهديد، بل كقيمة مضافة.

 

هل تبقى العلاقة كما هي فعلًا؟

في الحقيقة، العلاقة لا تعود كما كانت، وهذا ليس أمرًا سلبيًا. بل بالعكس، يمكن أن تعود العلاقة أقوى، وأنضج، وأكثر وعيًا، إذا ما تم التعامل مع العودة بعقلانية واحتواء.

ويكمن السر في التقبّل حين يدرك الطرفان أن العلاقة تتطور وأن التغيير جزء من النضوج العاطفي، تقلّ حدة الخلافات، وتُبنى شراكة أكثر صلابة.