يقول المختصون في التربية عبر مقال منشور في موقع “raisingchildren”، إنه يجب على الآباء تعليم أطفالهم الاعتذار عند الخطأ منذ سن مبكرة، لأنه من السلوكيات المهمة في تشكيل شخصيتهم، فيجب أن يتعلم الأطفال كيف يمكن أن تؤثر أخطاؤهم على الآخرين، ورغم أن ذلك سيكون أمراً صعباً بعض الشيء، إلا أنه بمرور الوقت سيبدأ الأطفال في تطوير شعورهم بالمسؤولية وفهم عواقب أفعالهم
وسلوكهم، وهناك عدة طرق، يمكنكِ تجربتها لتدريب طفلك على الاعتذار:
شرح سبب الاعتذار
يعد شرح سبب سلوك الطفل الخطأ خطوة مهمة في توفير الفهم للطفل والتفكير في تصرفاته، ولماذا كانت خطأ، وتأثير سلوكه على الآخرين، لذا امنحي طفلك الوقت للتفكير في الأخطاء التي ارتكبها، حتى يعترف بها ويعتذر بصدق.
الاعتذار بشكل صحيح
الاعتذار لا يعني مجرد قول “آسف” فقط، فقد تؤثر طريقة الجسم أيضاً على صدق الطفل، إضافة إلى أن التواصل البصري، والوقوف بشكل مستقيم، وطريقة قوله “أنا آسف” تعد مؤشراً على مدى صدق الطفل في الاعتذار، وسيكون من الأفضل أن يقول الطفل إنه آسف، والوعد بعدم ارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى.
لا تنحازي إلى أي من الجانبين
يميل الأطفال الذين ارتكبوا الأخطاء إلى الشعور بأنهم لم يعودوا محبوبين، أو أن الجميع يكرهونهم، لذا لا تدعيهم يشعرون بهذا، لأن الأطفال سيشعرون بمزيد من الإحراج والغضب إذا شعروا بأنهم مكروهون، ومن الأفضل أن تكوني محايدة بين الطرفين، واشرحي لكليهما الخطأ الذي ارتكبه، ولماذا يجب عليهما الاعتذار لبعضهما البعض. وبصرف النظر عن ذلك، لا تنسي أن تمنحي أطفالك المزيد من الحب والاهتمام؛ حتى يتمكنوا من إيجاد الحلول بسهولة.
غرس التعاطف في الأطفال
غالباً ما يتبع الأطفال أوامر والديهم، والتي تشمل ضرورة الاعتذار عند ارتكاب الأخطاء، فربما لا يفهم طفلك المعنى الكامن وراء كلمة “آسف”، ويجب الانتباه إلى أن تنمية حس التعاطف لدى الأطفال سيساعدهم على فهم سبب ضرورة الاعتذار، لذا اشرحي لهم مشاعر الأشخاص الآخرين الذين قد يتأذون من تصرفاتهم، وأوضحي لهم أنه سيكون لديهم نفس المشاعر إذا مروا بنفس التجربة، وسيساعدهم هذا على بناء شعور بالتعاطف، وبالتالي تحفيز الرغبة في الاعتذار.
عدم تكرار الأخطاء
عندما يُطلب من الأطفال أن يقولوا إنهم آسفون، فهذا في الواقع شكل من أشكال مطالبة الأطفال بتحمّل مسؤولية أفعالهم، لذا وضّحي لطفلك أن كل فعل له عواقب، وأن قول “آسف” هو الخطوة الأولى في مواجهة هذه العواقب، لذا ساعدي طفلك على فهم أن الاعتذار لا يعني فقط تجنّب العقاب، بل يعني التعلم من الأخطاء، أما في المقابل، إذا استمر في تكرار الخطأ؛ فأوضحي لطفلك كيفية تصحيح أخطائه؛ حتى لا تتكرر مرة أخرى في المستقبل.
أهمية تعليم الأطفال الاعتذار
التواصل اليومي: يحتاج الأطفال إلى تعلم كيفية احترام وتقدير الآخرين والاعتذار عند ارتكاب أخطاء تؤذي مشاعرهم.
تحويل السلوك الخاطئ إلى درس: فعندما يرتكب الأطفال خطأ ما، يجب إخبارهم أين يكمن خطؤهم، ولماذا يعتبر هذا الفعل خطأ؟ فعلى سبيل المثال، إذا أخذ طفلك لعبة صديق بالقوة، فعليك توبيخه على الفور، وإخباره بأن هذا تصرف غير صحيح، وأنه قد يؤذي مشاعر الآخرين.
تصحيح أخطاء طفلك: فمن الطبيعي ألا يفهم طفلك كيفية التواصل الاجتماعي بشكل جيد مع الأشخاص من حوله؛ لأنه ما زال في مرحلة التعلم، لذلك غالباً ما يرتكب الأخطاء، ويجب عليكِ كأم تعليم طفلك الاعتراف بأخطائه والاعتذار.
الذكاء العاطفي والاجتماعي: تعليم الأطفال الاعتذار يمكن أن يكون إحدى طرق تعزيز الذكاء العاطفي لديهم، فمن خلال الاعتذار أيضاً؛ من المتوقع أن يكون لدى الأطفال شعور بالمسؤولية وضبط النفس والتعاطف.