كيف تعالج نفسك من الوسواس ؟

كيف تعالج نفسك من الوسواس ؟

هي الوساوس التي تُصيب النفسَ المؤمنة، وهمسات الشيطان. وقد وَجدَت عنايةً من الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وإرشادًا وتوجيهًا ساميًا، ومن خلال استعراض العديد من المواقف الحواريَّة تتكشَّف أبعادُ القضيَّة؛ وهي تبدأ بهواجس عامَّة، يَخشَى المؤمنُ أن يذكرها، ولكن بعضهم أشار إليها دون تصريح. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنْ أصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ‏. قَالَ: “وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟”. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ:‏‏ “ذَاكَ صَرِيحُ الإيمان” رواه مسلم. وعَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: عَنِ الْوَسْوَسَةِ قَال: “تِلْكَ مَحْضُ الإيمان” رواه مسلم. والمقصود بالوسوسة هواجس النفس الإنسانية، نحو الله تعالى، وكينونته، وكيفيَّته، ومكانه، وكيفيَّة الخلْق، وما قبل الزَّمَن المعلوم، وما كان مِن عُمْر الكون، وكيف كان، وكيف سيكون بعد يوم القيامة. إنها وساوس تضرب العقلَ المؤمن، جاء ردُّ الرسول في الحديثين السابقين إيجابيًّا؛ فهذا صريح الإيمان، أو محض الإيمان. وبذلك انقلبَت القضيَّة من منظور سلبيٍّ إلى منظور إيجابيٍّ، ومن رفض القضيَّة برمَّتها إلى الاعتراف الضِّمْني بوجودها، ومن ثم الإقرار أن هذا هو الإيمان بعينه، وتلك غاية الدِّقَّة في المعالجة المضادَّة؛ أي: إنه عالج الأمر بالتسليم به، ثم اعتبار ذلك علامة على الصِّدْق والإيمان الصريح، لأن الكافر الملحد لن يَنشَغل ببساطةٍ بوجود الله، والتفكير فيه. كما أنَّ سؤال الناس عن هذه القضيَّة للرسول، دالٌّ على حجم الانفتاح والحرية العقليَّة اللَّذَين كانا مُتاحَين أيامَ الرسول صلى الله عليه وسلم. وعن أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ” رواه مسلم. وعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ: هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ؛ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ” رواه مسلم.

 

موقع إسلام أون لاين