اعتبر مراقبون أن تهديدات جماعة “أنصار الله” الحوثية للسعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن، انتقلت من المرحلة الكلامية إلى حقيقية بعد إطلاق صاروخ باليستي سقط في محيط مطار الملك خالد في الرياض.
الهجوم الصاروخي الأخير للحوثيين، أثار عاصفة من التساؤلات عن القدرات العسكرية للجماعة المسلحة التي تتهمها الرياض بتلقي الدعم من إيران، إلى جانب إمكانياتها القادمة في استهداف مناطق حساسة بالسعودية ومدى تشكيل تهديد خطر قوي عليها.
تصريحات الساسة السعوديين لم تتوقف ضد طهران، واتهامها بتزويد الحوثي بقدرات صاروخية نوعية، لضرب بلادهم، بالتزامن مع استمرار قادة الجماعة المسلحة بالتهديد بضرب موانئ ومطارات في العربية السعودية ودولة الإمارات.
وتعليقا على هذه التطورات يقول الخبير اليمني في الشؤون الأمنية والعسكرية، علي الذهب إن قدرات الحوثيين الصاروخية تشكل تهديدا كبيرا، لا سيما أنها غير دقيقة، ما قد يجعلها تطال أحيانا أهدافا مدنية داخل مدن كبرى.وأضاف الذهب في حديث له “هذا التهديد متقطع لكنه متنامٍ؛ لأنهم لا يستطيعون إطلاق مجموعة صواريخ باليستية على أهداف مختلفة في آن واحد، على نحو ما قام به العراق في حرب الخليج الثانية”.وأكد الذهب أن “تنامي القدرات الصاروخية للحوثيين واضح، في مقابل دفاع جوي سعودي مرتبك رغم إمكانياته الكبيرة”.وبحسب الخبير اليمني فإن “تنامي هذه القدرات لدى الحركة الحوثية تقف وراءه أيدٍ خارجية، وليس شرطا أن تكون إيران فحسب، مضيفا “هذه الصواريخ لها مصادرها المعروفة في دول ما كان يسمى الكتلة الشرقية”.ويلفت إلى أن “حديث زعيم الحوثيين عن قدراته الصناعية مجرد هراء”، متابعا: “الحقيقة أنها واجهة تضليلية لعمليات تديرها دول في الخفاء”.وأوضح أن “وصول الصواريخ إلى الرياض له أهدافه الاستراتيجية التي تتجاوز أهداف التدمير المادي، إلى استهداف الثقة الشعبية في قيادة المملكة وتسليحها، ومصدر هذا التسليح، فضلا عن التداعيات على الاقتصاد ورؤوس الأموال الكبيرة”.