كيف تحقق الرجاء؟

كيف تحقق الرجاء؟

إن الله عز وجل فتح باب الرجاء لعباده في مغفرةِ أي ذنب، فقال سبحانه ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” الزمر: 53. وفي الحديث القدسي: “يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتَني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتَني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقُرابها مغفرة” سنن الترمذي. ومن أحاديث الرجاء أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل يُدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كَنَفه، يستره من الناس، فيقول: أيْ عبدي، تعرفُ ذنب كذا وكذا؟ فيقول: نعم، أيْ رب، حتى إذا قرَّره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال: إني قد سترتُها عليك في الدنيا، وقد غفرتُها لك اليوم” صحيح ابن خزيمة. إن الخوف يستلزم الرجاء، ولولا ذلك لكان يأسًا وقنوطًا من رحمة الله، والرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنًا من مكرِ الله؛ فالخوف والرجاء متلازمانِ، ومن ثمرات الرجاء:

– الرجاء يُورث العبد فعلَ الطاعات والمواظبة عليها، ويبعثه على الاجتهاد في العبادة، بل يولِّد عنده اللذَّة بالعبادة، ولو كانت شاقةً وصعبة على نفسه، فيتلذذ بها؛ لأنه عرَف الأجر ورغب فيه.

–  الرجاء يُشعر العبد بالإقبال على الله، والتعلق به، والتنعم بمناجاته، فإذا تعلق القلب بالله ورجائه، فأعطاه الله ما رجاه، حصل مزيد تعلق وإقبال على الله، ومزيد تشجع وسؤال، فلا يزال العبد في ازدياد في الإيمان.

– أن الله يحب مِن عباده أن يسألوه ويرجوه، ومَن لا يسأل الله يغضب عليه، فمن ثمرات الرجاء التخلصُ من غضب الله.

– كان أحد السلف يقول “كابدتُ قيام الليل عشرين سنة، ثم تنعَّمت به عشرين سنة”.

 

موقع إسلام أون لاين