يقول الأطباء إن احتمالات الإصابة بنوبات الصداع النصفي تتزايد في عددها وشدتها خلال شهر رمضان، لذا يجب على المرضى معرفة الأنماط الغذائية والحياتية التي يمكن اتباعها لتقليل الألم.
ويُعرّف الأطباء الصداع النصفي بأنه اضطراب عصبي مزمن يتميز بتكراره، في أغلب الأحيان تتراوح شدته بين المعتدلة إلى الحالات الشديدة، وعادة ما يكون في جانب واحد من الرأس، ويتميز عن غيره من الصداع بأنه نابض، وقد تمتد النوبة من ساعتين إلى ثلاثة أيام متواصلة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن السبب الدقيق للصداع النصفي ما يزال مجهولاً، على الرغم من أنه شائع جداً بحسب المنظمة، إذ يصيب واحداً من كل سبعة بالغين حول العالم، بحسب أرقام صدرت عنها في 2014 ولم تُحدّث للآن.
النساء أكثر عرضة
ويُعتبر الصداع النصفي أكثر شيوعاً بين النساء بنسبة تصل إلى 3 مرات أكثر من الرجال، إذ تزداد فرص الإصابة مع التغيرات الهرمونية عند النساء، وعادة ما تكون النوبات مصحوبة بالغثيان والقيء ورهاب الضوء والصوت.
ويوضح المختصون أن نوبات الصداع النصفي تؤثر على قدرات التركيز والمزاج الشخصي للمريض خلال وبعد فترة النوبة، ما يؤثر على عمله اليومي وانتاجه. وإلى جانب الأعراض خلال النوبة والتي قد تصل في ذروتها إلى الشلل النصفي سواء لوقت قصير أو دائم، هناك أيضاً أعراض بعد أن تنتهي النوبة، كالاكتئاب وعدم التركيز وصعوبة في التعبير عن الكلام.
وإلى الآن لا يتوفر علاج أبدي لمرض الشقيقة بحسب المختصين، أي أنه لا يوجد دواء يشفي المريض للأبد، لكن هناك أدوية متعددة يتم وصفها للمرضى حسب شدة النوبات، منها ما يمكن أن يُجهض النوبة والأعراض المرافقة لها، ومنها ما يسهم في تقليل تكرارها وشدتها.
كما أن هناك عوامل تساعد الوقاية منها على تقليل فرص الإصابة، فمثلاً تشكّل الأطعمة مثل الشوكولاطة والفواكه المجففة واللحوم محفّزات للألم، إلى جانب عوامل بيئية أخرى كالتوتر وقلة النوم والاكتئاب.
كيف يتأثر المريض خلال رمضان؟
يقول المختصون إن احتماليات الإصابة بالصداع خلال رمضان تزداد بسبب قلة السوائل في الجسم، ونقص السكر بشكل كبير إلى جانب التوتر الشرياني، وانخفاض الكافيين، جميعها أسباب قد تؤدي إلى زيادة في النوبات.
ويقول المختصون إن الأيام الأولى من شهر رمضان عادة ما تشكّل قلقاً لمرضى الصداع النصفي، بسبب الاختلاف المفاجئ في الأنماط الغذائية والحياتية، لذا فإن التمهيد قبل نحو أسبوعين يساعد المرضى على تجاوز الأيام الأولى.
كيف يستعد مريض الصداع النصفي لشهر رمضان؟
يُقدّم المختصون عدة نصائح، بداية من تقليل كميات القهوة والمنبهات التي يستهلكها تدريجياً، حتى تصبح في حدها الأدنى عند بدء شهر الصيام.
إلى جانب تقليل كميات القهوة كذلك وتأخير موعد تناولها، وتأخير موعد الإفطار خلال الأيام السابقة لرمضان، وتقليل أي وجبات بينية أو خفيفة بين الوجبات الرئيسية خلال اليوم، والحفاظ على ترطيب الجسم بشكل مستمر عبر شرب كميات كافية من الماء، إلى جانب تحسين النوم وتعديله بما يتماشى مع رمضان.
كذلك تُنصح السيدات بتناول الأغذية الغنية بالمغنيسيوم الذي يساعد على نوم عميق واسترخاء الأوعية الدموية خلال وقبل الدورة الشهرية، وأبرزها الخضروات الخضراء، إلى جانب تناول أطعمة غنية بالأحماض الدهنية الجيدة والمتوفرة بالأسماك.
أما في حال شعر الشخص باحتمالية إصابته بنوبة للصداع، ينصح المختصون بالابتعاد عن الأطعمة التي يمكن أن تحفز الصداع كالشوكولاطة والألبان والأجبان تحديداً خلال وجبة السحور، وتعويضها بالنشويات المعقدة كالخبز الأسمر، والبقوليات أو أي أغذية تحتوي على ألياف، والخضروات مع أغذية تحتوي على البوتاسيوم كالتمر والموز.
أما القهوة، فيقول الخبراء إنها جيدة تساعد على التخفيف من نوبات الصداع، لكن على أن يتم أخذها بنسب معقولة، كي لا تزيد كمية الكافيين بالجسم ويؤدي ذلك إلى أعراض انسحابية تزيد من الصداع.
يُؤكد المختصون أن قدرة الشخص على الصوم من عدمه يقررها الطبيب المعالج، حسب النوبات وتكرارها وشدتها، فمثلاً في حالات القيء المستمرّ المرافق للصداع يحتاج المريض للسوائل والماء، في حين يؤكد آخرون أن المرضى الذين يصابون بنوبات بسيطة ومتباعدة ويمكنهم التعامل مع الألم يستطيعون الصوم بشكل طبيعي، لكنّ في حال تكرار النوبات وتزايد شدتها يوصي الأطباء المريض بتناول العلاجات والماء للتقليل من الألم.
ق. م