كيف تتخلص من التشاؤم ؟

كيف تتخلص من التشاؤم ؟

التشاؤم شرٌّ كله؛ فهو سوءُ ظنٍّ بالله، منكد للحظة الحاضرة، مانع من تخطيط العبد لمستقبله، فكم طالبِ علمٍ عزم على الجِدِّ والاجتهاد، فجاءته من عبارات التَّثْبِيط ما تهُدُّ الجبال، فيترك الجِدَّ والبذل!. لما كان التشاؤم خطره على الفرد والمجتمع كبير، كان أبعدَ ما يكون عنه رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم، فمبعثه صلى الله عليه وسلم كان بشارة عيسى عليه السلام في الإنجيل، والبشارة تفاؤل، ولما نزل الوحي على رسولنا صلى الله عليه وسلم رجع لزوجه خائفًا، فطَمْأَنَتْهُ، وهو الزوج المحب، وبشَّرته مُذكِّرةً بحاله وطِيب فِعاله، وكريم خِصاله، وذا من عظيم التفاؤل، ولما جاء الصحابة رسولَ الله في مكة يشتكون من أذى المشركين، بشَّرهم بصلاح الأحوال، وتيسير السبل للسالكين، ولكنهم يستعجلون، ولما خرج مع الصِّدِّيق مهاجرًا إلى المدينة، خاف الصِّدِّيق من طلب الطالبين لما كانوا بالغار محيطين، فذكَّره الرسول الأمين بمعية رب العالمين قائلًا: “ما ظنُّك باثنين، الله ثالثهما؟”، فكان عليه الصلاة والسلام أعظم المتفائلين. ولما استعصت على الصحابة صخرة في الخندق، استنصروا برسول رب العالمين، فضرب المصطفى بالمعول ثلاثًا، وبشَّر بالنصر والفتح في بلاد العالمين؛ اليمن، وملك كسرى وقيصر الهالكين، وبعد سنين يتحقق الوعد المبين، فيخسأ المنافقون الْمُشكِّكون ببشارة رسول العالمين. فمما يُعين على التخلص من حبائل التشاؤم والانطلاق للتفاؤل أمور؛ منها:

– أن تعلم أن التفاؤل دأب الرسل والصالحين والناجحين، والخيرُ في اقتفاء أثرهم.

– كرِّر عبارات التفاؤل، والقدرة على الإنجاز.

– صادِقِ المتفائلين في حياتك، واقرأ سِيَرَهم، تكن بإذن الله مثلهم.

– عزِّز الإيجابيات في حياتك وإن كانت قليلة، تختفِ السلبيات الكبيرة.

– استفِدْ من الخطأ، وقل دائمًا: الخطأ طريق الصواب.

– لا يأسرك التفكير في المصائب وتوقع الفشل، وابدأ دائمًا البحث عن الحلول الممكنة.

– تذكُّر النجاحات السابقة يُعين على قراءة الأحداث القادمة بشكل جيد؛ قال الله تعالى لأهل أحد: “إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ” آل عمران: 140.

– تذكَّر على الدوام أن التشاؤم لا يُرضي الله، والتفاؤل إحسانُ ظنٍّ بالله العظيم، فاخْتَرْ لنفسك، واعلم أن التفاؤل الصحيح الذي يكون معه الجِدُّ والاجتهاد في العمل.

 

من موقع وزارة الشؤون الدينية